...................***بعد سنتين وأربعين***
بعد سنتين وأربعين
أقبل...يحمل خرائطه القديمة
التي رسمها
على أنغام قيثارة
وأحلام فتى حزينة
تردد وقال:
سكنتُ المدينة وحدي
لِم مزقت الخريطة؟
وبعثرت بقاياها على وجهي
تراقصها آهات عشقي الممنوع
وأدْتِ أحلامي عند أول عتبات هيامي
وراء البحار...اخترت منفاي
أروي ريحاني الذابل
على أرصفة غرام يتيم
وطيفك يشعل فتيل شجوني
بكيت من وجع الإهمال
من جفاك وقساوة الكلام
من هباء منثورٍ...خِلْته قطرات حنوٍّ سخية
سقطت أوراق الأماني
في انتظار الربيع
وإزهارِ أفناني المصلوبة
وشيءٍ من عبق عطرك الفواح
لكن!
لكن لم يأت الربيع...
كفكفت دموعي العذراء
وسرت أتأبط كفن عشق صار لي
أفيونا...
جرعاته هيَّجت موجات التمني
آملا في زلزال لقلبك الأخرس
الحارق أكوام شوقي..
رأيتك في أسراب الحمام..
في قطرات الندى وضياء الأقمار
في المنفى
كتبت اسمك على جدران كهوف المعذبين
نحته على الصخر بدموعي للعابرين...
فبكتْ دمعا ونرجسا
ولملمت نفسها وقالت:
أكاد أُجَن...أقيس بُعث وأنا ليلى؟
حينها كنت صغيرة
أمي تظفر لي الظفيرة
لا أفرق بين الفراشات والزهرات
أقفز على الحبل مع الطفلات
وألعب "الغميضة" وسط الطرقات
أملأ بالسكاكير جيوب تنورتي الإسبانية الأنيقة
أصنع من القصب عرائسي
ومن الخِرَق البالية...فساتينها المضحكة
بعد سنتين وأربعين؟
أعذرني....
بلغ العمر بليلى مابلغ
والشيب من تحت بُخنُقي...يطل
يكتب سيناريو الحكاية..
انا اليوم ..لي مالكي
بالكتاب المقدس وثقني
عهد لله ألاّ أخونه
حتى لو تفتتت حبال الود والوئام
ونفذ مداد الود والوصال
------------------31-01-2021
فريدة يوجيلي//المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق