الأحد، 31 يناير 2021

الأعمال الفنية للفنان التشكيلي ضو الشهيدي: وظائف بنائية ودلالية..مغايرة للمعتاد بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الأعمال الفنية للفنان التشكيلي ضو الشهيدي: وظائف بنائية ودلالية..مغايرة للمعتاد

“إنّ الفنّ العظيم يدعو الإنسان دائما إلى ممارسة الحرية عن طريق المحاكاة”
(ألكسندر إليوت).
تصدير :
النحت مخاطبة حقيقية للواقع،لأن الفنان ينتج تشكيلاً في الفراغ،وبالتالي إما أن تقبل العين هذا التشكيل أو ترفضه،وإما أن تقيم معه حواراً أو أن ينتج الفنان عملاً أصماً غير قادر على إقامة حوار مع المتلقي.
وإذن؟
النحت إذا قادر دائماً على إقامة علاقة فعلية في الفراغ تسمح للمشاهد بالتحاور معه..
من هذا المنطلق يرى النحات ضو الشهيدي أن العلاقة الفعلية التي تحدث ما بين العمل الفني والجمهور هي علاقة تشكيل قادر على جذب الآخرين داخل المحيط الموجود داخله.
وقد اختزل (ضو الشهيدي) البعد الفني في النحت بالقول:"النحت مخاطبة حقيقية للواقع،والاستمرار في ممارسته لا تتسنى لأي فنان.."
"تبدأ عملية إنتاج العمل الفني عندي من الفكرة حيث تتبلور،وتتشكل في مخيلتي،ثم أقوم برسمها بشكل دراسات على الورق،بعدها أقوم بتنفيذ تلك الفكرة على خامة مناسبة،وقد أعيد تنفيذ الفكرة أكثر من مرة،وعلى أكثر من خامة حتى تستقر على الشكل النهائي،وقد أُحمّل الفكرة إضافة ما أو اختزال في الفكرة أثناء التنفيذ أو بعده،لأن العمل المنفذ قد لا يرتقي لما خططته أصلاً في ذهني،فالفـنان هو الناقد الأول لعمله الفني،وفي نهاية تنفيذ العمل النحتي أقوم بإخراج الشكل النهائي..(النحات التونسي القدير ضو الشهيدي)
الفن التشكيلي مرآة للجمال و فرصة لمحو آثار القبح من ذاكرة الإنسان وملامح وجوده.وفي جميع تفاصيله،هو رحلة لإسترجاع شغفنا بالمفقود و الضائع عبر مسيرنا اليومي.منه و إليه الطفولة تنتهي،و من خلاله نتخذ لأرواحنا تجليات تتماهى مع مقاييس تشكل أحلامنا و انتصارنا على الهزائم و الانكسارات..
من هنا،لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أنّ النحّات ضو الشهيدي يمارس النحت،كونه فعل عصيان.فعن طريقه لا يفارق المرئي،فحسب،بل ويمحوه من ذاكرته البصرية أيضا لكيلا لا يقع في شراكه.وهو عن طريق هذا النسيان المتعمّد إنّما يحرث الطرق أمام حساسيته لتقتنص فرائسها.وهي حساسية إنسان قرّر أن يترك العالم وراءه مكتظا بزواله.إنّه يقتني كائناته مزهوا بإنفصاله هذا.إنفصاله الرؤيوي عن العالم ليمتص رحيق أحلامه من مكان آخر.مكان يقع خارج مما هو متاح بصريا.فتخرج كائناته نقية كما لو أنّها لم تفارق عريها لحظة واحدة.كائنات حين يصطدم هواؤها ببعضه يحدث إيقاعه يظلّ عالقا بالعين.إنّ- ضــو-عن طريق النحت يصل إلى إختراعه.كائنات تتدفق من بين الأصابع ذاهبة إلى مستقرها لتفاجىء نحّاتها بحضورها..
بين الريشة والإزميل يتنفس الفنان الدولي ضو الشهيدي في مدينة تطاوين الجاثمة بشموخ على تخوم الجنوب.
هواؤه المشبع برائحة الكون.
لذا ينبض قلبه على ايقاع سري حيث تلتهب في صدره المشاعر التواقة إلى النفاذ نحو باطن الأشياء إلى سر الجمال والكمال.
حين تدخل إلى محترفه تحار على أي حجر تصوب عينيك وإلى أي منحوتة تمتد يداك..؟
أشكال إبداعية تجتاح ألوانها الحواس وما عليك سوى أن تغوص في بحار عوالمه وجراح منحوتاته لتجد نفسك أمام ذاكرة كونية تتلاطم ألوانها مثل الموج على شاطىء الروح.
فنان يجرك من شرايينك إلى سرمدية عوالمه العالية.
منحوتاته المختلفة الأشكال تختصر معاناة كاملة تجسد الإنسان في حركاته،في رقصه وحزنه وأفراحه..
الفنان التشكيلي ضو الشهيدي :لديه القدرة الكافية لإحتواء التفاصيل حيث تظهر سلطته في الأحياء والخلق والإبداع.
منحوتاته تستمد ضوءها من المد والجزر لألوان الوجود ..
..وضو الشهيدي بأعماله الفنية من منحوتات ولوحات مشاغب من الدرجة الأولى رغم قلبه المسالم يعبث بالألوان بحرية عاشق متلهف للكمال..ويعبث بالحجارة يجرحها في كل اتجاه من الصمت إلى البوح..
إن الصور الجمالية في منحوتات المبدع ضو الشهيدي،تسبح في مساحات فنية بوسائط تشكيلية مختلفة كوحدات بنائية لتثبيت الفضاء.فعملية التشخيص البنائي لديه من خلال أعماله الفنية تقوم على الواقعية التي تحرك الأشكال المباشرة بالألوان لتنتج معاني ودلالات ذات قيمة فنية كبيرة،ولاشك أنه قد وفّر لفعل ذلك جملة من المواد بتصوره المخالف للمألوف،عن طريق إنشاء نظام تشكيلي بدءا بالخامة والتقنية العالية،التي يروم من خلالها التوليف والإنسجام بين كل عناصر المنحوتة.إنه تطبيق عملي وفق رؤى وتخييلات المبدع الرائق ضو الشهيدي،حيث تتخذ عملية التوظيف الشخوصي أشكالا جمالية تتيح للبناء البصري صياغة تصويرات تتفاعل مع مقومات العمل وتستنطق مخزوناته الإبداعية،وأسلوبا فنيا ممنهجا يختزل قيما جمالية بأبعاد غير محدودة.إنه بذلك يصنع فنا مرئيا تتذوقه الرؤية البصرية بصيغة حسية على اختلاف الوسائط التعبيرية المُستخدمة في العملية الإنتاجية.فأستطاع بذلك أن يصنع مفردات تشكيلية جديدة بمقومات فنية عميقة الدلالات وبأسلوب معاصر،اتخذ منه مادة فنية جمالية لبناء عوالم فنية متنوعة المضامين ببعد فني رائق،وقد وظف لذلك تجربته الرائدة في الفن التشخيصي بتحويل أبجدية الواقع بحسية وأسلوب تعبيري غزير الدلالات،جعل من هذا العمل الفني عنصرا فاعلا تحكم بواسطته في الفضاء عبر مجموعة من الأشكال والألوان الدقيقة.فالفنان ضو الشهيدي دائما يبني عمله الجاد في فضاء يسمح بخروج المادة التشكيلية إلى حيز الوجود الحسي والبصري بكثير من المهارات والتقنيات العالية،في نطاق ما تسمح به خبرته الرائدة في الحركة التشكيلية المعاصرة.كما أن مهاراته في صنع أشكال شخوصية مبتكرة وذات معاني على خامات ناعمة يؤشر على تصوراته الابداعية التي لا تتوقف.
إن أعمال الفنان ضو الشهيدي تتسم بجمالية غير محدودة،وبلغة تشكيلية شخوصية تنتج عن الرسومات اللونية بتعدد مفرداتها،وبتعدد الألوان والأشكال التي تبعث فيها الحركة،والتي توحي بالحياة والتفاؤل في سياق واقعي وإبداعي وجمالي، فأعماله الفنية تترابط على نحو جمالي يرصد الواقع الإنساني بخلفيات فنية ودلالية، تعج بالإيحاءات والإشارات والدلالات التي تعزّز الوجود الواقعي وترقى بالمادة التشكيلية إلى مستوى يباشر البصر والإحساس على حد سواء.
ختاما أقول: التراكم المعرفي والعملي والمخزون و الخبرات المكتسبة عبر عقود من الزمن،وكذا الممارسة المكثفة في البحث والتجريب،كلها،جعلت هذا النحات المفعم بعطر الإبداع،يمتلك مفاصل لغة النحت التشكيلية وتقنياتها،ومنحته قدرة كبيرة على تنفيذ أعماله كما أراد،وفرض بالتالي على الخامة إكراهاته مهما تعنتت .ومن يمتلك كل هذا الذي تحدثت فيه يستطع تحويل الجمادات إلى موضوعات جميلة.فالجمال موجود فينا ومن حولنا،علينا أن ندركه،أو نتلمسه،ونحسه.كما قال إيليا أبو ماضي:( كن جميلاً تر الوجود جميلاً)
قبعتي..يا مبدعنا الكبير..يا ضو الشهيدي..يا من قلت لي ذات يوم: "النحت..حوار مع الحجر"
محمد المحسن
*ملحوظة: في نحت ضو الشهيدي تشكيل فنّي تتخلّله روح فنيّة تبحث عن مستقرّ لها في شكل ما…
*ضو الشهيدي: فنان تشكيلي من الجنوب التونسي وتحديدا من جهة تطاوين،أقام العديد من المعارض بمختلف ولايات الجمهورية التونسية،ومازال ينحت دربه الإبداعي على الصخر بالأظافر.

أُرِيدُهَا بِرُوحِهَا... ؟ بقلم رفيق بوجاه

 أُرِيدُهَا بِرُوحِهَا... ؟

فِي أَوَاخِرِ خَرِيفِ سَنَةِ 2020، فِي مَدِينَةِ القَيْرَوَانِ رَابِعَةُ الثَّلَاثِ وَ أُولَى المُدُنِ الإسْلَامِيَّةِ فِي الشَّمَالِ الإفٰرِيقِي، فِي حَيِّ المَنَارِ حَيُّ الأَثْرِيَاءِ الجَدِيدِ، أَمَامَ فِيلَّا مِنَ الفِيلَّاتِ الفَخْمَةِ وَ أَثْنَاءَ وُقُوفِهِ أَمَامَ خَلِيطٍ إسْمَنْتِيٍّ جَذَبَ صَابِرُ عَامِلُ البِنَاءِ هَاتِفَهُ البَسِيطَ مِنْ جَيْبِ سِرْوَالِهِ القُمَاشِيِّ مُمَنِّيًا نَفْسَهُ بِإنْتِهَاءِ شَقَاءِ هَذَا اليَوْمَ... وَ إثْرَ النََظَرِ عَلِمَ أَنَّ الشَّقَاءَ لَمْ يَنْتَهِي
فَأَمْسَكَ بِالكُرَيْكِ، مَلَئَ الجَرْدَلَ مِنَ الخَلِيطِ مُتَمَلْمِلًا مَثْلَ تَمَلْمُلِ نِهَايَةِ كُلِّ يَوْمٍ
ثُمَّ حَمَلَهُ فِي تَثَاقُلٍ إِلَّا أَنَّ صَوْتَ صَاحِبُ الفِيلَّا هَجَمَ عَلَيْهِمْ مُخْتَرِقًا شَبَكَةَ الصَمْتِ التِي أَخَاطُوهَا مُخَاطِبًا المُعَلَِّمَ (وَ هِي كَلِمَةٌ تَعْنِي رَئِيسَ البَنَّائِينَ فِي اللَّهْجَةِ التُّونُسِيَّةِ) قَائِلًا:
" -السَّاعَةُ الآنَ الثَّانِيَةُ وَ النِّصْفُ وَ إِنَّ إِرْتِبَاطِي بِمَوْعِدٍ ضَرُورِي يُجْبِرُنِي أَنْ أُغَادِرَ فلِذَلِكَ يُمْكِنُكُم المُغَادَرَةَ أَيْضًا. َو هَذِهِ أُجْرَتُكَ ،أُجْرَةُ أَحْمَدٍ وَ صَابِرٍ"
أَكْمَلَ الرَّجُلُ حَدِيثَهُ وَ غَادَرَ سَرِيعًا رَاكِبًا سَيَّارَتَهُ المَرْسِيدَسَ الفَارِهَة. حِينَهَا،إِلْتَفَتَ ثَلَاثَتُهُمْ إِلَى بَعْضِهِمْ بَعْدَ أَنْ زَالَ عَنْ وُجُوهِمْ التَّجَهُّمُ وَ إِزْدَانَتْ أَفْوَاهُهُمْ وَ عُيُونُهُمْ بِبَسَمَاتٍ مُتَبَادَلَةٍ فَرَحًا بِقُدُومِ اللَّحْظَةِ المُنْتَظَرَةِ، لَحْظَةِ جَنْيِ ثِمَارِ الشَقَاءِ .
تَوَقَّفَ كُلٌّ مِنْ صَابِرٍ وَ أَحْمَدٍ عَمَّا كَانَ يَفْعَلَانِهِ وَ تَوَجَهَا نَحْوَ المُعَلِّمِ الذِي بَادَلَهُمَا البَسْمَةَ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ:
-"حَالَفَنَا الحَظُّ اليَوْمَ، لَقَدْ أَفْرَجَ عَنَّا بَاكِرًا هههه."
ظَلَّ الرَّجُلُ يُقَهْقِهُ فِي خُفُوتٍ أَثْنَاءَ نَقْدِ ثَلَاثُونَ دِينَار لِكُلِّ أَجِيرٍ إِثْرَ خَصْمَ أُجْرَتَهُ.
عَقِبَ الإِنْتِهَاءِ،قَالَ:
-"سَأَذْهَبُ إِلَى الحَانَةِ لأَشْرَبَ بَعْضَ قَوَارِيرِ البِيرَةِ، هَلْ نَذْهَبُ مَعًا."
أَجَابَ أَحْمَدُ :
-"مَعَكَ حَتَّى فِي جَهَنَّمَ ههههه."
ثُمَّ نَظَرَا إِلَى صَابِرٍ الذٍي قَالَ :
-" وَ ﷲ إِنَّ شَقَالَةَ كُسْكُسِي أُُلْقُيَ عَلَى سَطْحِهِ قِطَعُ لَحْمِ خَرُوفٍ، حَبَّاتُ حُمُّصٍ وَ زَبِيبٍ أَحْمَرٍ شَدِيدَ الحُمْرَةِ وَ قَرْعٍ قَدْ نُصِبَتْ عَلَى الطَّاوِلَةِ الزَّرْقَاءِ ذَاتِ الأَرْجُلِ القَصيرة وَ قَدْ إِلْتَفَفْتُ حَوْلَهَا أَنَا مَعَ زَوْجَتِي أَمَانِي وَ الأَطْفَالِ تُعَشِّشُ فِي خَيَالِي وَ تَفْتَزُّ مَعِدَتِي مَنَ الصَّبَاحِ لِذَلِكَ فَأنِّي أَعْتَذِرُ عَنْ مُرَافَقَتِكُمْ ب فإِنّي سَأَرْكُضُ إِلَى العَمِّ حُسَينٍ الجَزَارَ فِي شَارِعِ النَّحَّاسِينَ قَبْلَ أَنْ يُغْلِقَ مَحَلَّهُ فَكِيلُوغِرَام الهَبْرَة لَدَيْهِ بِعِشْرِينَ دِينَارٍ فَقَطْ. "
نَظَرَ أَحْمَدُ إِلَى مُعَلِّمِهِ مُحَمَّدٍ غَامِزّا ثُمَّ قَالَ :
-" إِنَّهُ يُحِبُّ الدِّفْئَ... الأُسَرِيَّ ههههه"
ضَحِكَ صَابِرُ مُجِيبًا :
" - بَلْ إِنَّنِي مُتَيَّمٌ بِهِ ههههه.هههه طَيِّب، نَلْتَقِي فِي الغَدِ إِنْ بَقِينَا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا.
تُصْبِحَانِ عَلَى خَيْرٍ وَ سَعَادَةٍ. "
أَتَمَّ صَابِرُ جُمْلَتَهُ الأَخِيرَةَ، سَحَبَ دَرَْاجَتَهُ الزَّرْقَاءَالعَتِيقَةَ جِدًّا ثُمَّ إِمْتَطَاهَا بِسُرْعَةٍ مُمَنِّيّا نَفْسَهُ بِشَقَالَةِ الكُسْكُسِي قَاصِدًا شَارِعَ النَّحَاسِينَ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ مُدَنْدِنًا أُغْنِيَة الفَنَّانََ المِصْرِي مُحَمَّد مُنِير رَبَّك لمَّا يريد أحلامنا حتتحقق...
بَلَغَ الرَّجُلُ الجَزَْارَ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ سَمَحَت بِهِ طَاقَةُ جَسَدِهِ التِي شَارَفَت عَلَى الإِنْتِهَاءِ، إِشْتَرَى اللَحْمَ و هُوَ مازَالَ مُحَافِظًا عَلَى إِنْشِرَاحِ صَدْرِهِ ثُمَّ مَرَّ إِلَى مُرَادٍ بَائِعُ التَّبْغِ، وَ هُوَ رَجُلٌ شَبِيهٌ بِفَرَسِ نَهْرِ ضَخْمٍ دَائِمُ الجُلُوسَ عَلَى كُرْسِيٍْ بَلَاسْتِيكِيٍ أَبْيَضٍ.
أَفْشَى السَّلَامَ ثُمَّ سَأَلَهُ:
-"هَلْ يُوجَدُ دُخَانُ الكِرِيسْتَال؟"
أَجَابَ:
-"لَا،مَقْطُوعٌ."
حِينَهَا،تَذَكَّرَ حَدِيثَ صَدِيقَهُ أَمِينَ المُثَقَّفَ حَيْثُ حَدَّثهُ أَنَّ صُنْدُوقَ النَّقْدِ وَ البَنْكَ الدُّوَلِيَانِ،الدَّوَلَ الفَاعِلَةَ فِي تُونُس وَ الأَحْزَابَ اللِّيبِيرَالِيَةَ التُّونُسِّيَةَ الحَاكِمَةَ تَسْعَى إِلَى لَبْرَلَةِ الإِقْتِصَادِ التُّونُسيّ أَي أَنَّهَا تَسْعَى إِلَى خَوْصَصَةِ القِطَاعَاتِ الإِسْتَرَاتِيجِيَّةَ وَ أَسَاسًا قِطَاعَيِّ الصّحَةِ وَ التَّعْليمِ إِضَافَةً إِلَى مَنْعِ الدَّوْلَةَ مِنَ الإِسْتِثْمَارِ لِذَلِكَ سَيَقَعُ التَفْرِيطَ فِي الشَّرِكَاتِ العُمُوميَّةِ عَبْرَ إفْتِعَالِ المَشَاكلَ فِيهَا كَتَردِي الخَدَمَاتِ وَ وَ بَيْعِ السِّلَعِ إِلَى أفْرَادٍ أَوْ لُوبِيَاتٍ دُونَ التَّصَدِّي لَهُمْ حَتَّى تَبْلُغَ مَرْحَلَةِ الإِفْلَاسِ كَالشّرِكَةِ التُّونُسِيَّةِ لِلتَّبْغِ وَ الوَقِيدِ وَ الخُطُوطِ التُّونُسِيَّةِ التِي مِنَ المُتَوَقَعِ إِعْلانُ إِفْلَاسِهَا فِي وَقْتٍ قَرِيبّ وَ كَذَلِكَ أَيْضًا إِلْغَاءَ الدَّوْرَ الإِجْتِمَاعِيَّ للدَّوْلَةِ.
إنْزَعَجَ صَابِرُ بِإِسْتِرْجَاعِ حَدِيثِ صَاحِبِهِ وَ عَدَمِ إِقْتِينَائِهِ عُلْبَةِ التَبْغِ لَكِنَّ صُورَةَ شَقَالَةَ الكُسْكُسِي أَزَالَت عَنْهُ ذَلِكَ الإِنْزِعَاجَ.
تَنَاسَى الأَمْرَ ثُمَّ إِمْتَطَى دَرَّاجَتَهُ حَامِلًا ثَمْرَةَ شَقَاءَ يَوْمِهِ مُتَّجِهًا نَحْوَ حيِّ المَلَاجِئ.
(حَيٌّ مِنَ الأَحْيَاءِ الشَّعْبِيَّةَ فِي المَدِينَةِ.)
بَلَغ الرَّجُلُ بَابَ دارِهِ،فَتَحَهُ،أَدْخلَ الدَّرَّاجةَ ثُمَّ دَخَلَ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ مُدَنْدِنًا نَفْسَ الأُغْنِيَة.
وَلَجَ إِلَى الفِنَاءِ،لتسْتَقْبِلَهُ أَمَانِي بِوَجْهٍ كَأَنَّهُ جَمْرَةً مِنْ بُرْكَانٍ مُتَّقِدٍ.
بُهِتَ صَابِرُ وَ إِتَّسَعَت عَيْنَاهُ إِسْتِغْرَابًا فَسَأَلَ عَلَى عَجَلٍ:
_"مَاذَا حَدَثَ؟"
أجَابَت مُومِئَةً إِلَى أَحَدِ الأَبْوَابِ
_" لَقَدْ قُضِيَ الأَمْرُ"
رَفَعَ الرَّجُلُ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَدْ شَارَفَ عَلَى الكُفْرِ بِالَلَّهِ كُفْرًا بِهَذِهِ اللَّحْظَةِ لَكِّنَّهُ أَمْسَكَ لِيَدْخُلَ إِلَى أَيْنَ أَوْمئَت زَوْجَتَهُ،فَصَلَ الأُنْبُوبَ عَنِ الجُثَّةِ، أَلْقَاهَا عَلَى كَتِفِهِ وَ غَادَرَ دُونَ أَنْ يَنٰبِسَ بِبِنْتِ شَفَة.
مَشَى فِي النَهْجِ حَامِلًا مُصِيبَتَهُ عَلَى كَتِفَهُ،إعْتَرَضَهُ جَارُهُ ثُمَّ جَارَتُهُ وَ آخَرُونَ فَنَظَروا إِلَيْهِ نَظْرَةَ حُزْنٍ وَ تَأَسُّفٍ رَاجِينَ مِنَ ﷲ أَلَّا يُصِيَبَهَُم مَا أَصَابَهُ.
بَعْدَ أَنْ مَشَى زُهَاءَ العِشْرُونَ مِتْرًا بَلَغَ الحَانُوتَ الأَؤَّلَ ،وَجَدَ صَاحِبَهُ جَالِسًا أَمَامَهُ،هَمَّ بِالسُّؤَالَ لَكِّنَّهُ عَدَلَ عَنْ ذَلِكَ لمَّا لَمَحَ الجُثَثَ مُلْقَاةٍ فِي رُكْنٍ مِنَ الأَرْكَانِ فِي إِهْمَالٍ.
وَاصَلَ مَشْيَهُ إِلَى الثَّانِي،إِلَى الثَّالِث...إِلَى التَّاسِعِ وَ لمَّا دَخَلَ إِلَى العَاشِرِ سَأَلَ البَائَِعَ:
"-هَلْ لَدَيْكَ قَارُورَةَ غَاز؟"
أَجَابَ فِي ضِيقٍ بَعْدَ أَنْ ضَاقَ ذَرْعًا بِهَذَا السُّؤَالِ:
"-لَدَيّا الجُثَثُ فَقَطْ."
"-أُرِيدُهَا برُّوحِهَا،مَعِي جُثَّةٌ."
-"هههه وَ ﷲ يَا وَلَدِي مُنْذُ إِعْلَانِ رَئِيسِ الحُكُومَةِ عَقِبَ التَّوْقِيع عَلَى إِتِّفَاقِ الكَامُورِ أَنَّهُ سَيَعْمَلُ عَلَى عَقْدِ إِتِّفَاقِيَاتٍ مَعَ بَقِيَّةِ الوِلَايَاتِ إضَافَةً إِلَى تَصْرِيحِ رَئِيسَ مَجْلِسَ النُّوَّاب حَيْثُ قَالَ أَنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَصِحُّ إِلَّا بَعْدَ إِكْتِفَاءِ أَهْلِ الدّارِ قَرَّرَ عَدَدٌ مِنْ شَبَابِ وِلَايَةِ قَابُسَ الإِعْتِصَامِ أَمَامَ المَجْمَعِ الكِيمْيَائِي المُنْتِجُ لِقَوَارِيرِ الغَازِ فِي إِعْتِصَامٍ أَطْلَقُوا عَلَيْهِ إِسْمَ إِعْتِصَامِ الصُّمُودِ 2.
بَعْدَ أَنْ آتَى إِعْتِصَامِ الكَامُورِ أُكْلَهُ
آمَنَ الشَّبَابُ العَاطلُ عَنِ العَمَلِ أَنَّهُ الحَلُّ للضَّغْطِ عَلَى الحُكُومَةِ وَ هَا قَدْ إِنْقَطَعَ التَّزَوُّدَ بِقَوَارِيرِ الغَازِ فِي الجَنُوبِ وَ الوَسَطِ كَمَا إِضْطَرَبَ فِي الشَّمَالِ وَ لَا حُلُولَا تَبْرُزُ فِي الأُفُقِ"
ظَلَّ صَابِرُ مُحْتَارًا فِي أَمْرِهِ أَتُرَاهُ يُوَاصِلُ البَحْثَ أَمْ أَنَّهُ يَقْتَنِي كِيلُوغَرَامَين مِنَ الفَحْمِ وَ كَفَى المُؤْمِنِينَ شَرُّ القِتَالِ حَتَّى دَخَلَ صَدِيقُهُ المُثَقَّفُ أَمينٌ حَامِلًا قَارُورَتَهُ عَلَى كَتِفِهِ وَ قَدْ هَمَّ بِالسُّؤَالِ بَعْدَ أَنْ أَفْشَى السَّلَامَ إِلَّا أَنَّ صَابِرَ سبقَهُ فَقَالَ:
-"لَا يُوجَدُ يَا أَمِينُ لَا يُوجَدُ."
أَجَابَ:
-"ههههههههه أَنْتَ أَيْضًا، يَبْدُو أنَّ جَمِيعَ النّاسِ قُبِضَت أَرْوَاحُ قَوَارِيرُهُم مَعَ بِدَايِةِ هَذَا الإِعْتِصَامِ ههههه."
-"وَ مَا الحَلُّ يَا أَمِينُ؟"
-"إِممممم يُمْكِنُكَ البَحْثَ عَنْ قَارُورَةٍ بِثَلَاثِ أَضْعَافِ ثَمَنِهَا مَثَلًا كَمَا سَمِعْتُ أَوْ الذّهَابَ إلَى ذَلِكَ المَعْمَلِ الذِي فِي المِنْطَقَةِ الصِّنَاعِيَّةِ وَ الوُقُوفَ فِي صفٍّ يَبْلُغُ طُولَهُ نِصْفَ كِيلُومِتْرٍ عَلَى الأَقَلِ أَوْ إِنْتِظَرِ دُوَلَ شَمَالَ المُتَوَسَّطَ وَ الجَزَائَرَ لتَضْغَطَ أَوْ تُساهِمَ فِي تَوفِيرَ حَلٍّ فَإسْتِقْرَارُ تُونُسَ و إِنْ كَانَ إِسْتِقْرَارًا مُضْطَرِبًا هَشًّا كَإسْتِقْرَارِنَا أَفْضَلُ لَهُمْ مِنَ الفَوْضَى التِي قَدْ يَنْتُجَ عَنْهَا تَدَفُقٌ للهَارِبِينَ مِنَ الفَوْضَى وَ لِمَنْ كَانُوا بِاِنْتِظَارِهَا للهِجْرَةِ فَأَغْلَبِيَّةُ الشَّعْبَ تَرَى أَنَّ حَلُّ جَمِيعَ مَشَاكِلِهِم هُوَ الهِجْرَةُ نَحْوَ الشَّمَالِ وَ وُجُودَ سُلْطةً حَاكِمَةٍ فِي تُونُسَ مَسْأَلَةُ أََمْنٍ قَوْمِيٍ عِنْدَهُم "
-" مَا أَبْرَدَ دَمَّكَ يَا صَاحِبِي اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي الصَّبْرَ، طَيِّب تُصْبِحَانِ عَلَى خَيْرٍ طَبْعًا إِنْ ظَلَّ هُنَاكَ خَيْرٌ فِي هَذا البَلَدِ. "
عَادَ صَابِرُ إِلَى دارِهِ مِنْ نَفْسِ الطَّرِيقِ وَ النّاس تَنْظُرُ إِلَيْهِ نْفْسَ النَّظَرَاتِ...
لَمَّا بَلَغَها دَخَل،أَلْقَى القَارُورَةَ الفَارِغَةَ بِقُوَّةٍ ،وَلَجَ إِلَى غُرْفتِهِ ثُمَّ أَلْقَى بِجَسَدِهِ المُرْهَقِ عَلَى سَرِيرِه وَسَطَ مُتَابَعَةِ أَمَانِي لحَرَكَاتِهِ بِعَيْنَيْهَا فِي صَمْتٍ تَامٍ.
خَلَدَ صَابِرُ للنَّوْمِ سَرِيعًا لِتَنْبَثِقَ فِي أَحْلَامِهِ عَلَى بُعْدِ أَمْتَارٍ مِنْ مَكَانِ وُقُوفِهِ شَقَالَةُ الكُسْكُسِي،نَعَم إِنَّهَا تُلَاحِقُهُ،رَكَضَ إِلَيَْهَا لَكِّنَّهُ لَمْ يَجِدْهَا إِنَّمَا وَجَدَ قَارُورةَ غَازٍ جَدِيدَةٍ،هَمَّ بِإحْتِضَانِهَا لَكِنَّ يَدًا سَبَقَتْهُ إِلَيَْهَا،نَظَرَ فَإذَا بِهِ مُعَلِّمُهُ مُحَمَّدٌ،صَرَخَ فِيهِ وَ هُوَ جَاثِمٌ عَلَى رُكْبَتَيْهِ:
"-يَا مُعَلِّمِي إِنَّهَا قَارُورَتِي."
أَجَابَ :
"-كَلَّا إِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ وَ حَتّى إِنْ كَانَتْ فَبِمُقْتَضَي سُلْطَتِي عَلَيْكَ فَإِنَّهَا لِي."
أَجَابَ صَابِرُ وَ قَدْ إِشْتَعَلَتْ عَيْنَاهُ شَرَارًا:
"-لَا سُلْطَةَ فِي الفَوْضَى."
ثُمَّ إِسْتَلَّي مُسَدْسًا مِنْ بَيْنِ طَيَّاتِ ثِيَابِهِ، أَطْلَقَ رَصَاصَةً عَلَى يدِهِ وَ أُخَرَى عَلَى رَاْسِهِ إِخْتَرَقَتْهُ وَ أَمْسَكَ بِغَنِيمَتِهِ،إِحْتَضَنَهَا،قَبَّلَهَا ثُمَّّ ركَضَ بِهَا فَرِحًا مَسْرُورًا.
رفيق بوجاه

اللقيطة بقلم حكمت نايف خولي

 اللقيطة

لمحتُها بين الأزقَّةِ التي
تدثَّرتْ بغيمةٍ يَغمرُها عتمُ المساءْ
لمحتُها تنسلُّ في تَستُّرٍ كمجرمٍ
يفرُّ من وجهِ القضاءْ
شريدةٌ طريدةٌ لباسُها
من خرقٍ تبلَّلتْ بعارِها وبالبلاءْ
وبيتُها كوخٌ تهزُّه الرِّياحُ في العَراءْ
وزادُها المنشودُ صبرٌ تَحتمي في ظلِّه من الوباءْ
شرابُها من عرقِ الضَّنى ومن مُرِّ الشَّقاءْ
حافيةُ الأقدامِ تمشي في ذهولٍ وعَناءْ
مرعوبةً منهوكةَ القِوى وما فيها ذَماءْ
فدربُها شقيَّةٌ ، طويلةٌ بلا انتِهاءْ
مفروشةٌ بعوسجِ العيشِ الذَّليلْ
بالفقرِ والحرمانِ ،بالأوجاعِ والشَّرِّ النَّزيلْ
بنتُ الزِّنى .... مرذولةٌ ملعونةٌ بين الأنامْ
تعيشُ في زَنزانةِ الأرزاءِ في حضن السَّقامْ
تؤوهُ مثل قطَّةٍ جَرباءَ ما بين الحُطامْ
مقطوعة الجذورِ لا أصالةٌ تصونُها ولا انتِماءْ
وروحُها من جبلةٍ مَهينةٍ من غير نفخةِ السَّماءْ
فأمُّها تحدَّرتْ من الجذورِ الرَّاقيهْ
تلفُّها غِلالةٌ من الدَّلالِ والبهاءِ والصُّدورِ الحانيهْ
هانئةٌ تميسُ في رخائِها مَرضيَّةٌ وراضيهْ
وفارسُ الأحلامِ والحبِّ الكبيرْ
يرفلُ زاهياً بهالةٍ
من الوقارِ والهَنا وفي عيشٍ قريرْ
فيا صنيعَ الأولياءْ
يا نافخاً في بوقِ عدلِ الأقوياءْ
ويا دُعاةَ الحقِّ في تطبيقِ أحكامِ السماءْ
ويا قضاةَ الأرضِ هيّا أنصِفونا
واحكموا دون افتراءْ
من يَستحقُّ العارَ والجلدَ المهينْ ؟؟؟؟
القاتِلُ السَّفَّاحُ أم كبشُ الفِداءِ المستكينْ ؟؟؟
الأقوياءُ الكاذبونَ السَّاقطونَ الأدعياءْ ؟؟؟
أم جَوقةُ الأطهارِ والأبرارِ من مُستضعفينا
والضَّحايا الأبرياءْ ؟؟؟
هيّا احكموا قضاتَنا
فالعدلُ سيفٌ قاطعٌ تشهَرُه يدُ السماءْ
حكمت نايف خولي

أنا و أنت وقت الغروب بقلم محمد كركوب

 أنا و أنت وقت الغروب

أنا و أنت وقت الغروب
أين تقوى نار العشاق
فلا هروب
و أنت تقابلينني
يالأسمرانية بنت الآخيار
بنت الكرم و الجود
أنت قمري الهادي
عند الغروب
أين تلتقي الشمس
مع البحر في الآفاق
ليبهى الوجود
و لتتناغم الروح
مع المعشوق الغالي
و ينسجم الوجدان
بالهمس و طيب الكلام
ليزهى الخاطر مع حلال
لتتزين سمائي
مع بنت الشجعان
ذات العيون
السود باهية الجفن
و الخدود الوردية
رائحتك كلها طيب
و عبق الورد الغافي
أحاسيسك ود وحنية
يا بنت الأسود
بنت الأصل
الحرة العربية
تجيدين كل فن
بحروف الأبجدية
ترسمين
كل أنواع اللوحات الفنية
تبدعين
بكل حرية أبدية
تهمسين
طيب الكلام
يا راقية
إلتقينا يومها
بجانب شاطئ الغرام
عند الغروب لنهمس
نغمات الحب
و أطيب الكلام
أعوضك بالود و الحنان
لما أنتظرت مدة من الزمان
جلسنا و كلنا بهاء و جمال
و نار الحب و الشوق الفتان
موقدة في القلوب يا بدر الزمان
تدفي القلب الحيران
و ثنايا الوجدان
أنت حبي و أنا حبك
الغالي على الدوام
أسمع همسك و أنفاسك
و حتى نبضك
يوسعني حظنك
كله دفئ و حنان
يا نغمة بالألحان
يا نجمة الباهية في السماء
أراك لأهتدي بك يا أطيب النساء
حين تبتسمين
و تهمسين
بكل رشاقة فنية
يرتعش الوجدان
تنتعش الروح
و الفؤاد
يتذفق الود و الحنين
من حبل الوتين
بالعيون العسلية
الرموش تحت الجبين
ما أروعك ما أبهاك
تزهي خاطري
تريحين بال
و حتى وجداني
معك يحلى السمر
تحت ضوء
القمر الهادي
يا سمر نرتشف القهوة
في الفنجان
ساهرين أهمس
لك بكل ود
سر الأحلام
بطيب الكلام
نحكي الذكريات
و كل الأفراح
في بلاد العجائب و الأرواح
كلنا ود شوق و حنية
تحت سقف السماء الفضية
و القمر العالي مؤنسنا
و النجوم الباهية
كالمصابيح تتلألأ
تصر الحبيب
بجمالها تشفي الغليل
كل حين
تحلى فيها السهرية
مع الأحبة الغاليين
إذا نظرة للحبيبة
تبحر في عيون
الحسناء
بنت الأصول
ترى جمال و نقاء الروح
تحس الشوق و الحنان
يا سلام على غزالي
ذات البؤبؤ
مزين الجفون
و الرموش
فوق العيون السود
مزينة خلق ربي
الذي هداني
تبهي الخدود الوردية
أنغمس بروح
و إحساسي
أتربع في عرش قلبها
أرتوي بالحنان و يا سلام
على بنت الشام الحرة الآبية
بأتم معنى الكلام
أنتعش
إروتوي بالأنغام السورية
يزهى فؤادي
و كأني في الأحلام
أستنشق العطر الغافي
الورد و الياسمين
يحي ثنايا وجداني
أنت عمري امل
و فرحتي على الدوام
أنت الكنز الغالي
الذي لا يوجد مثله
في هذا زمان
إلا عشقي الآبدي
الذي يبحث عنه
الفرسان أمثال
في البر البحر
و من وراء الجبال
في بلاد الروم
و الفرس
أهداني إياك الرحمن
رب الأكوان
الذي يجمعنا على الدوم
ربي يكثر من أمثالك
يا غالية يا أعز النساء
مزينة لشخصي
بالأخلاق
أرسلك رب العباد
لإنس
يا سيدة الحور
في الجنان تنتظرين
كل يوم حين الغروب
في الغالي عند شاطئ الحنان
أنت الغزال يا بسمة الزمان
أنت الأمل سوف أهديك
شقائق النعمان
و إكليل من البنفسجان
يا أغلى حب عرفته
في هذا الزمان
لا أنساك
سوف أذكرك
عند الرحمن
لتفوزين
بالدرجات العلى
في الجنان
يا بدر الزمان
و بالتمام
بقلم محمد كركوب
Peut être une image de 1 personne