لم أفرح يا أمي
لم أفرح يا أمي
مثل الصغار
حبات الزيتون
تبعثرت تحت الأشجار
حملتني معك لأجمع
القوارير
عوض أن أبقى في المنزل
أطالع القصص
أو أسير بين الخمائل
بعالم الأسحار...
يا أمي
لماذا كبرت في وطن
لم يوفر لي قوتا
ولم يحمني
من غدر الزمان...
يا أمي
ولدتني في بيت فقير
وفي العراء
وبين الأزقة أسير
أبحث عن حظ بديل مع الأخيار...
لم تحتفلي يا أمي بعيد ميلادي
ولم تعدي لي خبزة المرطبات
ولم أتلق الهدايا من أحد
أشتهي أكلا لذيذا
ودمية ألعب بها
لم يبال بي أحد
داعبت النسمات وجهي
ولم أتهيأ للبرد...
تمنيت أن تشتري لي معطفا جديدا
وأدوات غطس...
يا أمي
لماذا هرب بي العمر بعيدا
وغرقت في فساتين الضباب
لم أنل شيئا
ولم أنم على فراش وثير
وأرهقني الإهمال
في وطن باعوا فيه كرامة الإنسان
بين أمواج تراخت
قتلني التراخي
أنا الطفلة التي ألصقوا باسمها الفرح
وما نلت منه نصيبا
وأصابني الإرهاق طويلا...
تسع سنوات مرت كأنها ساعات
لم يحالفني الحظ
كالنهر الظمآن
والفقر وحش
أذاقك يا أمي الويل كثيرا
أتى الخريف
وترامت أوراقي في صفرة
سقيمة مع الهبات
أنا طفلة في وطن
ضيعوا أحلامي
وغرقت في حفرة مقيتة
لا خوخ ولا تفاح
لا لؤلؤ ولا عقيق
واندثرت كما تندثر مياه الصرف...
يا أمي وداعا
من سيربت على كتفك
ويجمع القوارير
حميدة بن ساسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق