الاثنين، 19 أكتوبر 2020

نزوة صبا طائشة بقلم جمعه عبد المنعم يونس

 نزوة صبا طائشة

................

في الصبا ...

أخطو...

أختال كالطاووس...

وأنا أنظر إلي ظلي ......

أسرع الخطى...

أطارد...

فاتنة الحي ..

بين حقول الذرة ...

وظلي يلهث خلفي شاكيا ً

أتعثر ...

وقعت الآن ...

فريسة للشيطان ..

شممت للحظة رائحة الطين

أنهض ...

أحاول أن أقبض..

كالفراشة هي

تعري ساقيها للريح..

وتضحك...

تفتح زرا ً لنهد يتأرجح ويتمرد

وظلي يصرخ

سقّطت..

صرنا فرائس بيد الشيطان ..

فانفتحت أمامي النوافذ مشرعة..

فتذوق لساني...

لأول مرة العرق الممزوج

بطعم التفاح النضر..

والنهد..

يتسلل ضوء الشمس الحارق

بين أعواد الذرة...

كقديس ماكر

فيلفح خديك فيصير كالتفاح النضر

فوق غصن خجل..

أرجفتها اللحظة المسروقة من الظل الوارف

وأنا أجاهد..

قبل أن يلكزني الضوء الساقط

كسوط أعمي

أتململ وإياها في ظلال خضراء

حسبما أتاح لنا العيدان الناضرة ..

ما بك أيها النبت تتساقط علينا

قناديل زيت يكوي..

نزفت لوعتي الأولي...

بلا أي معني..

على أثرها ..

استفاقت خجلة

ارجعي ..

يا فاتنة الحي ..

من حيث أتيتِ...

وأغلقي... خلفك نوافذ الحكاية .

لئلا تتناقلها الحواديت..

في سهرات الأمسيات

أمام أبواب الحارات ..

وسيظل وجهك محفورا بذاكرة الصبا

واقتفي اثر ذكريات طائشة...

لظل يبكي ..

ينادي صارخاً بالخارج ..

من لسعات ..

السوط الأعمى

ويلعن ثيابه البيضاء

التي اتسخت

بالطين

والوحل...

.................................

بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //

المنيا – مصر العربية 1 أكتوبر 2020

L’image contient peut-être : 1 personne, plante, herbe, plein air et nature

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق