الجمعة، 23 أكتوبر 2020

تجليات الإبداع..في أفق قصائد الشاعرة التونسية القديرة منجية حاجي (تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن)

 تجليات الإبداع..في أفق قصائد الشاعرة التونسية القديرة منجية حاجي

(تقديم محمد المحسن)

إن الدهشة الجمالية التي تثيرها قصائد-الشاعرة التونسية المتميزة منجية حاجي- تخلق متغيرها الجمالي من خلال تنوع الأنساق،والرشاقة في الانتقال من هذا النسق الجمالي إلى آخر،وهذا ما يشير إلى أن منتوج رؤيتها يعتمد الحراك،والكثافة في الصور الإبداعية،ورموزها الكثيفة التي تتعدد وتتنوع بكثافة عالية في نصوصها الشعرية كلها دون استثناء
إن فواعل الرؤيا الشعرية- في قصائد منجية حاجي- تعتمد الحدث الشعري المكثف،وموحيات المشهد الصوفي المتنوع في حساسيته ورموزه،ورؤاه المختلفة،وهذا ما يجعل المشهد مؤثراً في إصابة المعنى،وتكثيف الدلالات البالغة الإيحاء،والشاعرية والتأثير.
تعتمد الشاعرة -منجية حاجي- في تبئير الرؤيا الشعرية التركيب المزجي في النسق التصويري الواحد،للدلالة على الرؤيا الصوفية المركبة في قصائدها؛وهذا يعني ولع الشاعرة في إنتاج الدلالات المضاعفة الجديدة،والمعنى المبطن
تمتاز قصائد الشاعرة المبدعة منجية حاجي- بالحدث العميق والرؤيا المكثفة للمشاهد والرؤى المتحركة أو المنزلقة في نسقها مما يدل على حرفنة جمالية بهذا الشكل أو ذاك،دلالة على الاستثارة والتركيب
إن لقصائد "منجية"(وهذا الرأي يخصني) قيمها المؤثرة في تحريك حساسية القارئ،من خلال دهشة الصور والاستعارات والفيوضات الوجدية التي تبثها في الأنساق بين الفينة والأخرى،مما يجعلها غاية في الرقة والحساسية والجمال.
وبعد،فإن المثيرات الجمالية التي تؤسسها قصائد -منجية حاجي-ترتكز على الصور اللاهبة بدلالاتها،وكثافتها،وحركتها الجمالية،مما يدل على شعرية بالغة التنوع،والمواربة، والاختلاف في رؤاها ومؤثراتها الجمالية،وهذا ما يحسب لها على الصعيد الإبداعي.
لنعانق معا هذا الإيغال الفني والإدهاش الشعري في القصيدة التالية التي رسمتها في شكل لوحة فنية رائعة أنامل-شاعرتنا الفذة منجية-حاجي"
أرض..مشتهاة

على حافة العمر
أغنّي لدروبك السّامقة
أكتب لك على نافذة التّاريخ... صوتي
أسقيك كؤوس التّوق
على مدى الحياة
فأنا أحبّك حبّين
حُبُُّ رجفته في دمي
والآخر درجاته سلّمٌ
للنجاةِ
بأرضك المشتهاة...
تخبئين وجعي بين الضلوع
وأنا...
أدور حول مشنقتي الفارعة و رفاتي الملأى نحيبا..
بجثّة يملأها النّحيب
وهي تودّع الرّعب... وسهم الخطيئة التي...
أمطرتني بسياط الفجيعة
يٓا...
أيّتها الشّقراء الحامية وطيسها
التي...
ترتشف اللّذة المتوحّشة
في كبد النّهار
حين يزحف الليل على...
أصابع الكون
في أيّ حضن تختبئين،؟
فبجدائلك الصّاخبة
تورق العصافير
شقرائي الهادئة...
أوصيك خيرا بحبيبتي...
فأرسمي محاسن ما لذّ
بطول النخيل ..جمالا و عشقا محرقا معاني الهمسات..
و اعزفي أبجدية الشوق في...
حنوٍّ و لفتات..
و أرسلي شبقها ترانيما..
بتباشير أُصبحٍ
أكون لها شهرزاد..
و تكون هي شهرايار..
به نحتمي..و به نتوق..

(منجية حاجي)

L’image contient peut-être : Mongia Hajji, assis et intérieur
L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق