الاثنين، 12 أكتوبر 2020

لم أفرح يا أمي بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 لم أفرح يا أمي

لم أفرح يا أمي
مثل الصغار
حبات الزيتون
تبعثرت تحت الأشجار
حملتني معك لأجمع
القوارير
عوض أن أبقى في المنزل
أطالع القصص
أو أسير بين الخمائل
بعالم الأسحار...
يا أمي
لماذا كبرت في وطن
لم يوفر لي قوتا
ولم يحمني
من غدر الزمان...
يا أمي
ولدتني في بيت فقير
وفي العراء
وبين الأزقة أسير
أبحث عن حظ بديل مع الأخيار...
لم تحتفلي يا أمي بعيد ميلادي
ولم تعدي لي خبزة المرطبات
ولم أتلق الهدايا من أحد
أشتهي أكلا لذيذا
ودمية ألعب بها
لم يبال بي أحد
داعبت النسمات وجهي
ولم أتهيأ للبرد...
تمنيت أن تشتري لي معطفا جديدا
وأدوات غطس...
يا أمي
لماذا هرب بي العمر بعيدا
وغرقت في فساتين الضباب
لم أنل شيئا
ولم أنم على فراش وثير
وأرهقني الإهمال
في وطن باعوا فيه كرامة الإنسان
بين أمواج تراخت
قتلني التراخي
أنا الطفلة التي ألصقوا باسمها الفرح
وما نلت منه نصيبا
وأصابني الإرهاق طويلا...
تسع سنوات مرت كأنها ساعات
لم يحالفني الحظ
كالنهر الظمآن
والفقر وحش
أذاقك يا أمي الويل كثيرا
أتى الخريف
وترامت أوراقي في صفرة
سقيمة مع الهبات
أنا طفلة في وطن
ضيعوا أحلامي
وغرقت في حفرة مقيتة
لا خوخ ولا تفاح
لا لؤلؤ ولا عقيق
واندثرت كما تندثر مياه الصرف...
يا أمي وداعا
من سيربت على كتفك
ويجمع القوارير

حميدة بن ساسي

L’image contient peut-être : 1 personne, debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق