القنااااااع
انتهت المسرحية ، أنيرت القاعة، اتّضحت الرؤيا، غادر المتفرّجون القاعة، لازمت كرسيّها، لم تغادر مثلهم، استرجعت التّفاصيل، كم كان ممثّلا بارعا، شدّها آداؤه...تسلّل إلى مسامّ روحها، ودّت لو قفزت للرّكح وهزّته هزّا ، كانت دون كلّ المتفرّجين تتابعه هو فقط، وتكاد تحفظ كلّ حروفه ، لكنّه ماكاد ينهي الدّور حتّى أزال القناع و خرج من أسر الشّخصيّة. وقف ضاحكا يحيّي الجمهور... كلّما زاد التّصفيق زاد ضحكه ... لم تستطع الوقوف... كان يجب أن تغادر... لم يبق غيرها... مازلت لا تستوعب كيف يستطيع الممثّل أن يأسرها بدور يقرّر هو فقط في لحظة صادمة أن يخرج منه وتعيش هي على ذكرى وجعه...مازالت لا تكاد تصدّق أنّ نجاح الممثّل مرهون بقدرته على التّمثيل و خداع المشاهد... "ماذا يعني؟ انتهت المسرحيّة وأنا فقط من كانت بلهاء وصدّقت حكاية لا تصدّق و تأوّهت لأوجاع زائفة؟"
سحبت خطاها سحبا."كان يمثّل طول الوقت". لقد سمعت كلّ كلمة قالها اليوم على الرّكح وتمزّقت وجعا مع كلّ حرف من حروفها. لكنّها سمعتها بكلّ تفاصيلها في غير هذا المكان و غير هذا الزّمان... لقد سمعتها هناك على ذلك الكرسيّ المركون في زاوية "الكورنيش" حيث اعتادت أن تلتقي حبيبها أمسيات السّبت ويجلسان السّاعات يتقاسمان الوجع ويتشاطران الأمل وبينهما كانت تغرق في حضنه وتغفو على زنده فتنسى أسى اللحظة وتحلم بالغد "ويلي ؟ أكان كلّ الوقت يتدرّب على دوره معي؟"...
سلوى البحري صفاقس تونس 2020/10/15

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق