الخميس، 22 أكتوبر 2020

"ياشالوت:بقلم الشاعرة:سليمى السرايري

 يا"شالوت " هذا الزمن


********************


    في خضمّ الألم


    تغادر الفتاة نافذتها الحزينة


   تكسّر كل القيود 


    لتواجه الرياح لوحدها


    كم انتظرت على نافذتها


    وكم منّت نفسها بلحظة فرح


    وكم تاقت للحب


    ورسمت على الزجاج صورته الغامضة


   لكن،


    ظلّ صامتاااا وهي لا تحب الصمت المميت...


    ستغادر الآن لا وقت للإنتظار......


    ستواجه العالم لوحدها


   سترقص في شوارع الجنون


    لا فرق عندها إن بدتْ غريبة،


    غرابتها ليست أكبر من غرابة الخيانات


    ولا اغرب من الذين يدخلون حياتها للتدمير والتشويه


    ولا أتعس ممّن لديهم سيوف خفيّة


    يذبحون بها الجمال


    يغتالون بها الحب


    ثقتها بنفسها ليست كثقة الآخرين الهشّة


    اعتقدت يوما انها حصنا متينا


    هي تعرف الآن ما لم تعرفه سابقا.......


    تدرك الآن الضربات البطيئة السامة


    تلك التي جعلت المسافات تتّسع بينها وبين حبيبها....


    يا"شالوت " هذا الزمن، لا تبكي كثيرا


   أخشى عليك الاحتراق


    أخشى أن يتوقّف قلبك فجأة


    قلبك النقيّ الرقيق


    الذي لا يعرف الحقد والقتامة


    ولا يؤمن بالاستغلال والرتابة


    قلبك الناصع الذي لا يحب الرمادية


    هيا فتاتي


    مدّي ذراعيك للسماء


    ابتهلي


    إن الله هناك في بيته الكبير


    يراك ويصغي إليك


    وحده يرعاك


    وحده يدرك حجم المأساة


    ووحده سيخلّصك من الأسلاك


    هيا فتاتي العاشقة حدّ الموت


     حدّ الهذيان 


    الرافضة الأشباح المخيفة


    واللعبة الكبيرة


    لا يأس بعد اليوم لأنك طفلة مسالمة ،


    بريئة


    عذبة،


    اخرجي بسرعة من نافذة أحزانك


    قلبك الصغير لا يحتمل الضيق


    هو بحاجة إلى الهواء النقيّ


    اطلقي إذن، شَعرك للريح


    وطيري إلى السماء الثامنة...........


______&______


    سليمى السرايري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق