السبت، 24 أكتوبر 2020

الحياة أرجوحة بقلم الشاعر غزالدين الهمامي

 الحياة أرجوحة

***

"علموا أطفالكم و هم يلعبون"

حِكْمَة أَو مَقُولة خَبِرنَاهَا مُنذُ الأزَل وَ لكِن لُعْبَةُ الحَيَاة لا نَسْتَطِيعُ تَعْلِيمَهَا لِفَلَذَاتِ أكبَادنَا ، فَقَد تَحْمِلنَا وَ إِيَاهم إلى مَا لا نُحِب فَهِي غَيرُ ثَابِتة كَالأرجُوحَة التِي نَصْنَعُها وَ نَركَبُهَا صِغَارًا وَ يُفرِحُنَا ذَهَابُهَا وارتِفاعُهَا ثُم إيَابُهَا فَهَل تَعَلمنَا مِنهَا عِندَمَا كبِرنَا .

أرجُوحَة تَأخُذُ رَاكِبَهَا تَاَرة إلى الأمَامِ ثُم تَعُودُ لِتُعِيدَنَا مَعَهَا إلى الوَرَاء، وَ لكِن هَيهَات بَينَ الأرْجُوحَة التِي نَصْنَعُها بِأيْدِينَا و أرْجُوحَة الحَيَاة.

الأيَامُ أرجُوحَة نَعِيشُهَا وَ نَتَعَايَشُ بِهَا و مَعَهَا ، بَل نَحْنُ مُكَونَات اللعْبَة أصْلا، نَحنُ مَن يَصْنَعُها وَ يَركَبُهَا و يَقذِفُها لِنتَلقَفُهَا حينَ تَعُودُ إلينَا مُحَمَّلة بِنَا وَ بِأوْجَاعِنَا وَ هَكَذَا هِي الحَيَاة أُرْجُوحَة.

غزالدين الهمامي

بوكريم – تونس

25/10/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق