خصلة ضوء
على عتمة باهره
كان كلكامش فوق غيمته
منذ ذاكرة البدء...
برقا تنفس من رئة الحرف
حين اشتهى مطلق الكون في شطحة الضوء
لم يحتمل خز غربته
فاجتبى عشبة من تخوم المسافات
ثار على لعنة الطين حتى رأى وجهه المستحم
إلاها على بركة الحدس
لكنه ارتاب من حجر أسقطته طيور الرؤى
حجرا قمريا على نهر دهشته
فاستفاق على شجر الطمي يكسو حقول المفاهيم
وانفرح الركح عن مسرح
مثخن بنصوص العدم
راهبا
كان يلتقط الطير من وجنتيه بريد الغمام
يصلي شفيفا بلا حجب في عراء الحروف
ولا ينحني لصنم
كان يغرس بين رؤوس الخطايا
غصون السلام ولا يحتفي بمدى
ينجلي كرنفال جراح وأعراس يتم ودم
كان ظلا جريحا يغازل بوابة النخل في دمه المر
يلثم إغفاءة النرجس البربري على شفة الطل
و الأبدية تطفو جناحا ووشما على ريش نسر
وحرفا طليقا بمسرى المجاز
نبيذا تقاطر من نجمة آسره
كان شفرة وحي أغار على دولة النحو
في وضح الأمنيات
وكانت على شجر الروح تفاحة
قضمتها نسور المعاني
فصارت كتابا تخلق من بذرة كافره
قال للماء
أفسح سبيلا بخاصرة اليتم
كي يورق الوقت نهرا على كفن الذاكره
قال للنار
لا تستحمي بعقم الضباب
خذي جذوة من دمي
وارقصي في فراغي كراهية رفعت للمدى شالها
أسقطت ثوبها وتعرت لقداسها
لا تكوني سلاما وبردا على الخاصره
قال للريح
من قلقي أعدي سنابل للجائعين
و نخلا لهاجرة الرمل
ثم انثريني لقاحا على تربة حائره
كان محتشدا في أناه
كثيفا كخصلة ضوء على عتمة باهره
كان منذ اقتراف الخطيئة في لوحه الخزفي
يشج وريد الحروف فتهمي عيون الصبايا
يسير على شاطئ العشق
تسعين ميلا من الشوق والتيه والموت والكون
يضفر من شهقة اللحظات
جسورا لقطف عذارى السماء
ويهدي لفاتنة الضفتين
زهورا وأمواج عطر وباقات شعر
وإن أمعنت في الجفاء نوارس أحلامه
وتناءت معالم أوطانه
واحتمت بحصون الضباب
تهاوى على صخرة الوحي يحلق ذقن الغياب
ويرنو إلى شفق في دروب السفر
جمال عمائمي سبتمبر / أكتوبر 2020

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق