الإهداء : الى أرواح المغدورين في هذا الوطن الحزين:
محسن العاسي ،مها ،فرح ،من انتحروا
رضع الكراذين ،نسوة الشاحنات ،شباب البحر ،من احترقوا ومن غرقوا والقائمة بلا نهاية .
قرابين السلطة
يا تونس، يا أرض الخضرة
يا وطني السابح في برك الدمع
وأودية من ماء
يا جرح الآباء ...ينز دما
يا وجعا
يحفر
في القلب عميقا كل شتاء
تبتلع يا وطني
كالوحش أحلام الأطفال
تلتهم أفراح البؤساء
لم ننس بعد مها
فعيناها
سبحان من خلق الأرواح
وسوى الأشياء
ثم بقدرته
علمنا ما لم نعلم من أسماء
عينا مها غابات زيتون ،في خضرتها
أو واحة نخل
روّاها الماء
ونظرتها عنقود صفاء
ماتت تستحضر محفوظتها
في يمناها
كتب التاريخ والإيقاظ واللغات
وفي يسراها كراس الإملاء
ماتت ذاك العام مها
ماتت تلميذتنا البارعة في الإنشاء وفي فن الإلقاء
وهذا العام
تموت الأفراح
يا وطني يا للخزي
وسط الشارع
في بالوعة ماء
تموت وهي تجوب شوارعك
وتنقيك يا وطني من كل الأقذاء
تساعد أمّا أجهدها الجوع وأنهكها الإعياء
علّها تجمع قارورات
فتوفر للأفواه
في أسرتها
بعض غذاء
ألديك يا مسؤول التجهيز ذرة إحساس
أو بعض حياء ؟؟؟؟
مات الأطفال فرادى ومجموعات
فارقك شباب كالأزهار
ما من مسؤول في وطني
يهتم للفقد ويجزع
في كل شتاء صرنا
نخشى الموت
والروح ترتج وتفزع
في البحر جثامين شبابك
تضيع وتقبع
وتفوح رائحة من مات
تذكرنا بالمغدورين
صباح ،مساء
وفي الشرفات
النسوة علقن تمائم
يا وطن الخضرة يكفينا دماء
بقلمي : منيرة الحاج يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق