تنهيدة من ركن الظلام
''
لا يزال الزحام خرافة القاعات الرائجة الوهم بائعون ومزايدون والكل يبيع والكل يشتري بفظاعة القمامة التي تنطق عن هوى دودها الرخيص ، أسواق السياسة تتتفتح على مصراعيها لغث الهذيان على شعور البهتان والحدث يحدث عن أخبارها حارتنا التي كبرت بين دخان متصعد وكثافة فقاعات عليها خريف ارتسامات صفراء تسطع على جباه البقر المتنطع .
في ذالك الصباح المشحون خرافته السميكة عاينت رجلا يابسا في ركن الظلام يسرطن بعينيه المتجمدتين هواء العبور .بعدما قرأتني الشوارع المتبسة جذعا من هالة الصداع ، وقرأت غبار القرية التي قذفت موتاها الى بئر قاعة دسمة المنعرجات يصفقون لآكل اللحوم بأنواعها المحتفلة بهم ،
في آخر الشوط من ليل مدستر قرأت ياسين فباركتني ملائكة الرحمة أن أظل هكذا مخبولا على جدران البكاء أتوخى ربيعا في آخر محطة تحظى بها طيور مهاجرة ، قلت في نفسي أن أدوس على بقية أقفاص الليل وأشرب من غيمة الضمور كأسا إضافية قبل أن يعود الموتى الى قراهم وشوارعهم قبل منتصف العجيج الذي يصنع تمثاله من عرقهم الذابل الجديد .
محمد محجوبي /الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق