ليس لــ" هل" أبدا من محل
نيف وسبعون عاما
ونحن هنا في العراء
نغذّي الحنين لأرض الأباء
وقدس الإباء
لقدس المكان
وقدس العلا
نقايض بنادقنا بوعود سلام
وحلو كلام
نغنّي لنخرج من غبار الرماد
كطير فنيق يحبّ الحياة
ويحيي في الأرض ما مات من زهرها
نيف وسبعون عاما
ونحن هشيم يحرقه لظى الاغتراب
نحنّ ليافا وحيفا
نغنّي للحبّ واشتهاء التّراب
لأرض الجدود في النّاصرة
نطلّ من وراء حائط المنقصة
على قدسنا الّتي داس باحتها الغاصبون
على بيتنا الذي احتلّه الغرباء
وبات يتيما
ويدمعه الحزن والغائبون
نيف وسبعون عاما
سنون سبات
فيها قيّدتنا الوعود
وعود المنافي وبؤس الشّتات
نلوّح للسلام ذراعا
وأوراق غار
نقول : سلاما سلاما
وهم من خلف كلّ جدار
بلا أدنى عطف يقصفون الحمام
نيف وسبعون عاما
مرّت
ويسألني ابني هل سنعود
أجيب .. خطأ يا بني
فليس لــ" هل" أبدا من محل
وليس لــ"هلْ"في القاموس وجود
صحيح السّؤال يقول .. متى سنعود؟
وسوف نعود
إلى خلف ما اعتبروها حدودا
ونسقي دالية جدّك الظامئة
نعلّق كوفية والدي
على شرفات الوطن
على كل دير أو مئذنة
وننفض ما علق من غبار
على الآس والأقحوان
محمد الصغير القاسمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق