الأحد، 9 مايو 2021

شارع الجميلات /امال بنعثمان/مؤسسة الوجدان الثقافية


 شارع الجميلات

كنت أسير كل عودة الى قريتنا أسير في طريقنا الذي لم يرحل مثلنا لم تبعثره الدروب طريق ضيق لكن قلبه كبير على جانبيه المنازل متلاصقة حافلة بالحياة والود وروائح الخبز والطعام والند والداد والتأزر والفرح. في اخره بيت واسع شاسع كالسماء انه بيت أم القرية "امي عائشة"كما كما ندعوها هي التي. تزغرد وترقص في ا لأعراس هي التى تتكفل باستقبال مواليد القرية بين يديها وتمنحهم للحياة وهي ايضا من تمنح للموت نساء القرية حين يقتضي الأمر رحمها الله هي أيضا. كان الشارع مكتظا بالفتيات حتى عرف بذلك كل أسرة فيه لها فتيات كالوردات ولم يكن الفتيان كثيرين. لست اعرف كم لعبن في باحته في الطفولة لكن شاهدت اخواتي الصغريات وبنات الجيران يملأنه بهاء ودلا لا. وروقا وذوقا وجمالا.
ورافقت الفتيات في الثانوية الى الحافلة نغمرها اناقة وفكرا واحاديث جمة حتى نصل المعهدفنفترق كل الى قاعته واستاذه وحين العودة نلتقي لنعبر الطريق ويسلم علينا ونودعه امانينا قبل ان نلج ديارنا.
وتدخل الزمن حين غار منا وتفرقت الفتيات في انحاء البلاد للعمل اولا وهن المتعلمات ثم الزواج فقدر الفتاة مغادرة دار الأهل الى دار الزوج .
وصرت أعود لأجد الطريق صامتا مشتاقا متذكر احزينا فيبتسم
حين يراني واتذكر حين اراه ويسألني عن بقية الفتيات واسأله هل عدن يوما ومتى كان ذلك. يخبرني انهن اكثر ما يأتين في
الاعياد ويلومني على تقصيري في المجيء وحين ابوح
له يهدهد خطواتي ويرنو بعيدا في الفضاء حامدا الله الذي
أتاح هذا اللقاء بعد طول غياب.
امال بنعثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق