الأربعاء، 5 مايو 2021

شمعة..في مهب الرّيح/محمد المحسن/مؤسسة الوجدان الثقافية


 شمعة..في مهب الرّيح

أنا الكاتب الصحفي،العضو في إتحاد الكتاب التونسيين والمحلل السياسي السابق بشبكة الأخبار العربية ANN التي تبَّث من لندن محمد المحسن (شاعر وناقد-كاتب صحفي وعضو في إتحاد الكتاب التونسيين)..
أكتب إليكم هذه الشذرات بحبر الرّوح ودم القصيدة،هذا في الوقت الذي تنهمر فيه دموع غزيرة على خدي النحاسي بحجم الألم الذي يسكنني وينخر جسدي في نخاع العظم..
توفي إبني في مثل رمضان كهذا ورحل إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين منذ أربع عجاف..واستوطنتني برحيله علل كثيرة ينوء بحملها أعتى الجمال..
إبنتي التي كانت سندي وظلي ووتدي الذي أتكئ عليه حين يداهمني السقوط عبرت الأبيض المتوسط واستقرت بإحدى العواصم الأوروبية وتركتني-قسر الإرادة-شمعة في مهب الرّيح..
أما كريمتي الكبرى فهي أم لزهرتين وتتمترس الآن خلف خط الدفاع الأول عن البلاد والعباد وأكاد لا أراها إلا في مناسبات شحيحة..
نجلي الأكبر يمر بظروف عصيبة قد تسيل حبرا غزيرا..
أما أنا فأكتفي بالقول مع الإعتذار للشاعر العراقي العظيم مظفر النواب:" مجوسية قصتي..معبد النار فيها..وقلبي على عجل للرحيل ..
في البئر أستنجد البحرَ.. قبل قراءاتِ بوصلتي ودليلي
وأخصفُ ما نهشتهُ الجوارح
من مضغةِ القلبِ..
و أبقِي الجروحَ
مُفَتَحّةً في رياحِ المَمَالِحِ
لا يَحلمُ الجُرْح ما لم يُحَدِّقْ بسكينهِ عابساً
في الظلامِ الثقيلِ..
انا كالحبر فيها الأريجُ
وأسأل هل نزل إبني في قبره...
لاجئاً بين أمواتنا
لكأن اللجوء مصير لجوجِ..
أعتذر من القراء الكرام على عدم إتمام هذه-اللوحة التراجيدية-فقد مَلَّ قلبي أراجيف هذا الزمان والرأس أثقله الحزن..والزمن الصعب.. قبل قليل..
وقد..بكى طائر العمر في قفصي
مذْ رأى مخلب الموت ينزل في مهجة القلب (غسان)
ويكفّ الغناء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع
أين هوَ نجلي..
أين هو نجلي.. أين هو نجلي.. ؟!
تم البناء
أحاورُ روحي..
أحاورها
وحوارٌ مع الروح داء
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق