الثلاثاء، 25 مايو 2021

آفة التكبر / عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي /مؤسسة الوجدان الثقافية

 


مساهمة نثرية: آفة التكبر.

بقلم عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
صباح معطر بأريج النثر و نسيم رذاذ البحر وشذى أنفاس
الفجر.
مساهمة مني في هذه النافذة الأدبية التي نطل منها على مروج الإبداع النثري اتقدم بما لي:
بعيدا عن لغة الخشب... أو خطب المواعظ ..ولما يحتاجه الموضوع من إطراء و نقاوة..لنرقى بسجالنا النثري ونعيد له الإعتبار..فإن كان للشعر قمر فللنثر شمس أكثر سطوعٱ و صدرٱ أكثر رحابة..
المشهد الأول: اللقاء المألوف.
كعادته خرج التواضع لنزهته الصباحية بمهل و سكينة ..منحني الهامة كملأى السنابل..إشراقة فجر على محياه..يحيي العابرين..يجامل بلطف..وظرف..وفي منعطف الطريق..صادفه الكبر شنف إليه ينظر كالمعترظ..يمشي مرحٱ يطاول بعنقه قمم الجبال..ويكاد يخترق الأرض بمقدمة أصابع قدميه..وكأنه من فراغات السنابل الشوامخ..
فطن التواضع. لذلك ..وأنتم ردود الورى المتباينة..فنثره بجميل العبارات..وقاسمه إبتسامة ..لكن الكبر ترجم الإبتسامة بالتأفف.. مستهترٱ بسخف ..وكأن من أمامه ..ما أثار إهتمامه..أهو بقية ظفر أو قلامة..
لكن باطنه تألبت فيه المواجع كالسهاد في المضاجع...ساخت قدمه في طين المذلة المحرقة لما رأى في سحنة التواضع من ثقة...
أليس بسيمياء البهجة والحسن وأد غريمه الضجر و الغبن..
وهو في خضم هواجسه الماكرة..أعاد التواضع الكرة..وهو يعلم أنه لن تسلم الجرة..فإفشاء السلام...نهج وسلوك رقي في السيرة العطرة.
لعله يثنيه عن الغطرسة..يعيده لرشده...وهو يمسك بيده.
هي مبادرة كبذرة قد يحصد زرعها بعد غد أو بكرة..
لن يشيح عليه بوجه..وان تجاهله..ولن يتصرف مثله..له قناعة في حديث الحبيب المرء بأصغريه ..قلبه و لسانه....ونبض الاسلام بوجدانه..
ابتسم له ..ودعا له بالهداية
فان المثل. يقول المتكبر كالواقف على رأس جبل يرى الناس صغارٱ و يرونه صغيرٱ....لن يستصغره ..لعل الله يتولى أمره.
المشهد الثاني: حرف النثر يتعقب الأمر.
راقه حرف النثر تشخيص القيم فوق ركح الحياة و عبرة السلوك في النهايات..وبلا لوم أو تقريع ..وقبل فرصة الهمس أن تضيع...وبلا نقد جارح أو لفظ فادح..
انبهر بجاذبية التواضع والتمس العذر لنشاز الكبر .فإن كان الأول قرير العين..فتضخم الأنا قد لا يدري أتاه من أين..قد يكون ضحية بيئة ..هي التي أوحت له. بهذه الهيئة...انقلب فيها السحر على الساحر..حلم السعادة فيها. كابوس...أليس جديرٱ لامتصاص جنوحه ..الكشف عن أثر جرحه..في لقاء جديد مع النفس..في توافق...
ليعود كالمتواضع بستانا يزهر ..بدل ان يبقى خاوي الوفاض أعجف مقفر..فحرف النثر يراه كطائر يخر صريعا .يحتاج لمرثية بكائية..
أو كمن وقع في هوة..لا يدري من هو..مزق صورة الفطرة ..شهيد تربية. و أسرة...غصن غطته الثلوج فبدا مثل الثريا..من البلور..وعندما عرته شمس الواقع.. إذا به أجرد يابس..بئيس متجهم عابس..يهدده الانهيار من الكدر..فلمن الوزر..في هذا السفر...
أين منه هالة قوس قزح المتواضع ..وأجنحته متكسرة..هو محتاج لعناية جبيرة..إنه خلل في التوازن النفسي لارتياد الحضوة بسلوك مشبوه كألسنة اللهب يحترق بها ..كما قال ايليا أبو ماضي
من كان يشرب من جداول وهمه قطع الحياة بغلة لم تنفع
وقال تعالى.: ولا تمش في الارض مرحٱ إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان عند ربك مكروها. صدق الله العظيم.
على رقصات حرف النثر اودكم وعناية الإله تحرسكم أميرات الحرف وأمرائه..
ولا يفوتني أن أوجه الشكر...لأميرة الريشة واليراع..د زهراء الإبداع والإمتاع..وأرفع قبعتي قبل الوداع.
بقلم عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
آسفي المغرب..2021.5.24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق