الأربعاء، 5 مايو 2021

ذاكرة الكبرياء/نعيمة سارة الياقوت ناجي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 ذاكرة الكبرياء///

هل يأتينا حين من الدهر
نحيي ذاكرة الكبرياء
بين الأساطير؟
نلهب بياض الصقيع
والأرض تهتز
والغصن يرتجف
والأنا ترتعش
والشمس تراقص البدر
في عز القيظ...
تحت ظل الوريد...
هل نعاود سمرا
بين المواقد
نعانق جمر الحطب
ونتوسد لهيب العشق....
هل ستأتينا أيها القدر ثانية....
تباغثنا عند المغيب
تخبرنا عن زمن التاريخ....
تملي على ذاكرتنا
خطوطا بين أساطير
الحكي....
وانتصارات..
تهديناالشعرأساور بين المجالس...
تكتبنا بماء الذهب؟
من يصدق؟
أننا محجورون...
ولا حول لأفواهنا
غير الصمت...
وحده الصمت ينسج
رداء الأوردة...
كنا وكان الزمان
مشينا ولهونا
ومن أكوام الثلج
بنينا قصور العرائس
هناك تحت السنديانة
تعانقنا حين انزلقت أقدام الغرام...
وسقطنا كدميتين
نتدحرج من كَفْرٍ لكَفر
نزغرد لصوت المدافع بين الغروب والشروق...
ليت المواسم
تتذكرنا... تعود
إلينانشوانة ...
فيمطر الخريف
و يسقط الماء ثلجا
في شتاء غريب....
نعيد تكوين الأكوام
ونبني تمثال النصر...
كل شيئ أضحى غريبا...بلا شفرات...
أنا وأنت وفنجان القهوة ...
والأريكة الباردة
ورماد الموقد
وعش اليمام المبعثر
وأزهار القرنفل
تلك التي لم تورق هذا العام
لا عطر يعبق
ولا أعواد ندتكفر عن غياب الأريج....
هل نحن عابثون على هذه الأرض؟
هل نستحق الحياة؟
أم هي الأرض زاغت تعبث بنابين أروقة الأحلام؟
لأننا خائنون....
للحب...
للعشق...
للود....
للعهد..
لشارة نصر دكت بين الخيام...
لابتسامة غارقةبين العاصفة والطوفان
لنصف زفير وشهقة
بين ثنايا وطن
طاعن في القدم
وقلب توارى خلف السبات...
يتربص بالأمنيات...
بالأمل...
كذئب البراري
خلف ظبية المساء....
يا صاحبي
كفكف الدمع
ومد يدا من وراء المناياوالوداع
غرقى نحن... هكذاحكم القضاء...
انتعل الصبر
ولباس الشوق
فوق بردة الأنين
مد يديك...وهاك صفحتي بيضاء
موشومة بحمرةدمي الندي...
بللته المدامع ...
غصبا ...وانساب...
على وجنتي بنصف ابتسامة ودمعة...
يا صاح
كل شيئ يحبو بنصف...
دلني كيف أصعد مدارج العشق
كي أكفكف دمع الثريا
حين يختفي البدر
بين أغصان الأكاسيا
وعبير البيلسان...
حين يجر ذيول الشجن
شجر العوسج
ووخز الأشواك...يدمل الزهرات البرية...
وياسمين على الضفاف يتوسل ماء فراتا...
كفكف ما استطعت يا نبي الشوق والكبرياء
فالدمع رقراق
وأرض الأحزان روابي ورخاء...
هكذا رسمتها السماء
فمد يديك البيضاويتين....
وانقش طريقي ...بما حفظت من تراتيل
لعلي أطل على جسر اليقين....
لعلي أشفى من علة مالي فيها سلطان
ولا بيان..
ولا حجة...
غير أني وإياك
عابران ...نتوسد الزمن المجهول
فوق جسر العبور...
كلنا عابرون...تائهون
ساجدون...مسبحون
نتوسل السماء لعلها تجود ..
مطرا...مطرا
مطرا
وحده المطر يعيد ربيع الأرض....
ونحيا بكبرياء وشارات نصر...
وابتسامة كاملة...
على صدر الحياة...
نعيمة سارة الياقوت ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق