مناسك العيد
في العيد....ترتمي الحناء تحت أقدام الفرح المضمخ بالحزن...وتمدّ يديها للخضاب الأحمر ورائحة الوشق يضوع و ينتشر في ارجاء الروح المستبشرة...بتلاوة الفجر الآتي...في العيد.... تحتار خصلات الشَّعر عند الديباغة...تفتح قوس الألوان الزاهية.....لتختار أشعة الشمس الممزوجة بعتمة القمر..لونا يسترسل سبائك من الذهب على كتف السعادة الغجرية...
في العيد....ترقص الحلوى بنشوة الطقوس القديمة..لتصنع الأيادي الناعمة سكاكر لذيذة بطعم التوت والبرتقال..والعشق الخفي ...ترفل الأثواب في العيد وتختال مزدانة تنفض كرمشة أقمشة الغد المجهول...فساتين الفتنة نسجت خيوطها إبرالودّ والمحبة الهادئة...تحضنها وردات من الدانتيل
الأبيض و تزينها شرائطا وردية من حرير النرجس و نسيج البيلسان ..
في العيد سراويل الصِّبىَ مشدودة بأحزمة من جلد المستقبل البهي... و ربطة العنق تجلس بتأنق فوق قميص البهجة ترسم فراشة بديعة الألوان تطير مع ملامح التوق لحياة أوسع....و.....أرحب....في العيد.....تنفجر الفرحة عارمة ...تحلق مع كل المناسكتتمايل الألعاب على كل لون وحب بين أصابع طفولة العمر القادم..البنت تمسك دميتها ذات العيون الملونة بكل تملّك ...و الفتى يحمل بين يديه بندقية ليقتنص بها لحظات الكدر...و.. الوجع....
العيد هذا العام استثنائي...
هو عيد رُغما عن أنف الظروف
رُغما عن أنف تل أبيب الطاعن في الظلم
رُغما عن أنف الوباء الطاعن في الموت
ورُغما عن أنف الوطن الطاعن في القهر
منية الشريف / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق