إنّا انتفاضٌ مواجع/تفعيلة على البحر الكامل
أنّى لنا
أن ننزعَ الأوجاعَ من أقلامنا
ونصمُّ آذانَ السطور ِعن الأنينْ
لنكبّلًَ الآهاتَ صُبحا
في قيودِ الياسمينْ
أنى لنا
شمسُ المحبةِ في قلوبِ الظامئينْ
وألعمرُ يجري واجما
ما بين أروقةِ المواجعِ
يحصدُ الأحلام يجمعُها
بأكياسِ القُمامةِ
في أكُفِّ الصامتين
فالرأسُ يُحنى فوق أكياسِ الطَحينْ
والذلُّ يختصر الطريقَ على القصورِ
العاهرةْ
وتداسُ أشلاءُ الكرامةِ
في وجهٍ سافرةْ
فالليلُ يمتصُّ النهارْ
والحقُ يخنقُ في دويِّ الإنفجار ْ
والصوتُ يُقمعُ عبرَ أصواتَ الصغارْ
هيّا نلملمُ ما تبقّى ممن وطنْ
ما بينَ أكوامِ الدمارْ
أنا ما حملتُ سوى انكساراتِ المرايا
في عيونِ الصابرين
ومشيتُ في شمسِ الهجيرْ
أشقُّ صمتَ الحبرِ من وهجِ الضميرْ
إنّي انتضيتُ يراعتي
سيفاً لتغيرِ المصيرْ
أنا ما اعتمرتُ سوى انتفاضاتِ الألمْ
فالجوعُ ترهبهُ الأمَمْ
ويُآزرُ الجوعَ القلمْ
إذ كان في كفٍّ أمين
إنّا انتفاضُ مواجعٍ
في ثورةٍ للجائعين.
فريدة توفيق الجوهري لبنان.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق