السبت، 22 مايو 2021

افتح النافذة / غادة الخميسي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 افتح النافذة ، تعانق خدي ورود عطرة أؤمن انها هدية من القدر لروحي البائسة .

يسري الإلهام بين ضلوعي و تراودني رغبة في الكتابة...
ألقاها بعد غياب، ابتسم لمرآها فهي جميلة ، ناصعة البياض مساحتها تكفي وجعا او إثنين . كان القلم حارسنا و الالم ملهمنا...
لا اذكر جيدا متى بدأت الكتابة أ في واضح النهار أم في أواخر الليل .... فالأشجار التي كانت تراقصني قُطعت و القمر هجرني منذ مدة و الهواء صار فجأة ثقيلا جافا.
فكيف لي ان أميز بينهما و الظلام باسط جناحيه داخلي طوال اليوم ؟
كنت سأبدأ النص لكن بياض الغرفة خانق يتشدق بالسلم و انا اخوض حربا ضد وحدتي حاملة أفكاري المشتة و مشاعري المتضاربة.... ركضت نحو رزمة الصحف، لم اكن عبثية، قضيت ساعات طوال في اختيار الصفحات، إحتوت معظمها على اخبار جرحى و مساكين و ضحايا. أضفت لمجموعتي بعض الاشعار الحزينة و مسرحيات ذات نهايات مأساوية ثم علقتهم على جدار الغرفة ....
سيساعدني ذلك حتما في التخلص من غربتي. سيغطي الفجوة العميقة التي حفرت في خبايا قلبي . ستخفف تلك الاخبار من وطأة الساعات فلن تمر الأيام ثقيلة و لن تتضاعف الاوجاع. لن يتربص بي الفراغ من جديد. سأشارك الحزن مع اولائك المعذبين .....
انتهي من مهمتي ، أعتذر للورقة عن غيابي المفاجئ و اكتب "أهدتني الحياة أملا...."
لكن الفراش استوقفني ماباله جامدا لا يصيح، لايتلوى لعله يئن بصوت خافت .ألم تقتله الكوابيس ؟ ألم توجعه الأحلام الواهمة؟ ألم يصفعه الواقع ؟ كيف تحمل ألم الخذلان؟
اما قلبي فقد كان هشا علاه الرماد و تآكل لماذا لم يصمد بدوره ؟ لعله مازال فتيا ....
ألتفت لوهلة الى المكتب كان عاريا مجردا ...أرجوه ان يغفر لي. فقد وضعت الكتب و العطور و "الكاساتات" في صندوق لعلني أنجح في خلق ذكريات جديدة و اتخلص من شبح الحنين.....
تذكرت أمر الورود و الهدية ، تأملت الصفحة لمدة شطبت عبارتي القديمة و بدأت النص ب "فراغ قاتل ينهشني ......" غادة الخميسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق