قصّة للأطفال بقلم: الكاتبة الدكتورة هند حيدر
<<<<<<عيد العمال>>>>>>>
استقظت باكراً هذا اليوم كعادتي وغسلت وجهي فجاء أخي الصغير يسألني: سمعت أن اليوم عيد العمال، فقلت: آه نعم.... ولكن أريد أن أعرف لماذا اختاروا الأول من أيار لهذه المناسبة؟
فقال أخي: هيا نسأل الجدّة....
دخلنا الى غرفة المعيشة، وقلت صباح الخير يا جدّتي، أريد أن أعرف شيئا عن عيد العمال العالمي،
فقالت الجدة مبتسمة:لنتناول فطورنا أولاً، وبعد ذلك نتحدث.
بعد أن انتهينا من تناول الفطور، غسلنا أيدينا وجلسنا كعادتنا حول الجدّة، فقالت يا أحبائي منذ أكثر من مئة وثلاثين عاما، كان العمال في المصانع يعملون من (14-16) ساعة يومياً.
فقلت حقاً ياجدتي!! يقضون كل اليوم في العمل، فاليوم 24ساعة، فقالت: نعم كان الظلم شديداً كل هذا العمل، وكان الأجر قليلاً، لايكفي للمعيشة، فطالب العمال في المصانع بحقوقهم،
وكان شعارهم العمل ثماني ساعات يومياً، فقلت: ولكن ياجدّتي لماذا ثماني ساعات؟
قالت الجدّة: أحسنت سؤال جيد، لقد قسموا اليوم إلى ثلاثة أقسام، ثمانية ساعات للعمل، ثمانية ساعات للنوم، ثمانية ساعات فراغ للتسلية والراحة وقضاء الوقت كما يحبون.
وعندما لم يستجب رؤساء المصانع والمعامل لهذه المطالب العادلة، فبدأ الإضراب في مدينة شيكاغو في أمريكا وبدأت الاحتجاجات،
فقال أخي: ما معنى أضربوا ياجدتي؟ فقالت الجدة: يعني امتنعوا وتوقفوا عن العمل، وتضامن معهم العمال في البلدان الأخرى (وخاصة بعد سقوط ضحايا) وفي عام (1890) اختاروا يوم الأول من أيار عيداً عالمياً للعمال،
فقلت ولماذا عالمياً يا جدّتي؟ فقالت ياعزيزتي:هذا العيد من المناسبات القليلة التي تحتفل فيها أغلب دول العالم مجتمعة، وسوف نستغل هذا اليوم ونقدم التحية لعمالنا، فقالت أمي: هذا العام سوف نخص من يعمل بالسلك الطبي, لأنهم عملوا وقت انتشار فيروس كورونا وعرّضوا حياتهم للخطر من أجل حمايتنا.
فقلنا جميعا: نقدم التحية لكل العمال في جميع المجالات على أرضنا الحبيبة.
وكل عام وأنتم بخير.
د.هند حيدر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق