السبت، 22 مايو 2021

خواطر الأم_فوزية/مؤسسة الوجدان الثقافية


 صباحكم خير وتفاعل وانسجام مع الآخر ومع أنفسنا.

في حياة كل واحد منا هناك أشياء تخصنا لا يفهمها أحد غيرنا ...
قد تكون ممن يمضي ساعات يحدق في السماء ويتابع نجومها المتلألئة وكأنه يسمع حكاياها ، و قد تكون ممن ينسى نفسه وهو في جلسة هادئة أمام بحر غاضب أو ساكن تتكسر أمواجه في رقة على الشاطئ فتحتضن رماله في شوق ولهفة أو تتحطم على صخوره في ثورة وعربدة وصخب.
فتمضي الساعات وأنت في تواصل روحي مع هذا الجبار العميق ، والحامل لأسرار الكون منذ الأزل.
قد تحب صفاء السماء وصحوها بعد المطر ، أو يشعرك نسيم الفجر البارد بالانتعاش... قد تلامس بقلبك ووجدانك وخيالك النجوم، قد يكون لسكون الليل سحر وسكينة لا يستشعرها غيرك،
قد تريحك أصوات و وجوه وعطور وأنت لا تفهم لماذا هي بالذات.
و قد تكون على نقيض ذلك تماما ، تعشق أضواء المدن في الليل و تتعايش مع صخبها في النهار، أو قد ترتاح لمشاهدة حفل صاخب لمطرب مشهور ولا تعني لك شيئا زخات المطر أو حفيف أوراق الشجر
.. هناك أشياء قليلة جداً تصل الى مشاعرك بعمق ، و تجعل آلاف الأشياء تهتز في داخلك، و تشد إعجابك بشدة ... يراها الآخرون أشياء تافهة ، لكنها تحرك الكثير بداخلك ... أشياء تعطيك شعورا غريبا ، شعور بالانتماء ، شعور نادر جداً ، شعور خاص بك وحدك، لا أحد غيرك يعيشه بنفس العمق ونفس الانتعاش.
هي حياتنا في هذا العالم الغير المتجانس،اختلاف وتباين يجعل هذا الوجود متحركا، وفي تلك الحركية يكمن سر الوجود. ويجعل من البشرية نسخا متعددة كتعدد الفصول واختلافها على هذا الكوكب.
هذا التباين هو ما يجعل الحياة جميلة على هذه الأرض والسعيد منا من كانت له قدرة التعايش مع هذا الاختلاف والقبول به عن رضا واقتناع
المهم أننا في الأخير نجد زاوية صغيرة نتقوقع داخلها ونعيش لحظات انسجام مع الأنا الساكنة في دواخلنا التي لا تشبه احدا غيرنا والتي سنفقدها في خضم هذا الصخب لو لم نستمع إلى نداءاتها بين الحين والآخر.
هي الدنيا نترك عليها بصمة وتترك فينا بصمات، ونمضي و تمضي لنعلم في الأخير أن لا شيء غير اامودة والرحمة والقبول بالآخر ما سيبقى بعدنا،
ابتسموا وانتم تتذكرون ذلك فالابتسامة في ديننا صدقة وعلى وجهنا جمال.
مع تحيات الأم_فوزية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق