الجمعة، 1 يونيو 2018

روح لا تبوح بقلم خديجة بن عادل

🦋 • روْحٌ لا تَبـــوحُ

عَيْنـــايَ تَبْحَثان عَنْ حاجَتَهِما
طافَتا الْمَكـــانَ وَالرّفــــــــــوفَ
لا قيثارةَ ولا نور هُناكَ
كُلّ الأماكِنِ حَزيْنَةً عَلَى رَحيْلِكَ
بقــــايا كَلِمَات بِلا روْحْ
عانقتُها ألافَ المَرّاتِ لكِنّها ليْ لا تبوحْ
فَلَمْ يَبْقَ ليْ إِلَّا أنْ ألثمَ عِطْركَ الفَــوّاحْ
وأسْتَمِعُ لِنايٍ حَزيْنٍ وَصِياحِ نَوْرَسٍ لا يَهْدأ
زَوَايَا مُظْلِمَةٍ وَقَناديلَ مِنْطَفِئَةٍ
آهٍ مِنْ وَحْشَةِ الأشْياءِ
مازَالَتْ حُروْفُكَ تغْريْنيْ
وَتَدْعونيْ لِلسَّمر حَتَّى تَغْفو جُفـــوْني
أحْتاجُكَ الْلَيْلَةَ أنْ تَكونَ هوْدَجي
وَدِفْءَ أنْفاسٍ حَتَّى يَذوْبَ ثَلْجُ شِتائيْ
آهٍ مِنْ عُيونٍ باردةٍ ..
كُــــسِرَ زُجاجُها مِنْ طَيْشٍ وَجُنوْنٍ
عُيونَكَ تَسْتَهوينيْ تُلْهِبُ مَشاعِريْ وَكُلَّ الرّغَباتِ
كَمَا الصّفْعَةِ داخِلَ الذَّاتِ
وَاسْتيقاظٍ مِنَ الْسُّــــباتِ
كَخُروْجِ الْغُصَّةِ الْموءودةِ من الصّدرِ
ببَعْضِ الصّرخاتِ التِيْ تَنْحَرُ الشَّوْقَ عَلَى شَفتِيْ
فَيــــا مَبْسَمَ أمْنِياتِيْ
أخْفيْنيْ عَنْ عُيونِ الوُشاةِ مِنْ كُلّ آتٍ
لَسْتُ أرْضى الْمَاءَ بَعْدَكَ وَلا قَضْمَ الْتّفّاحَ
فاخْفيْنيْ بَيْنَ النّبضةِ وَ الْخَفْقَةِ وَ الدَّفْقَةِ
جِئْتُكَ لأتْلو قَصيْديْ وَأخْلَعُ ثَوْبَ الْلَوعِ وَاكْسينيْ
لَقَدْ تَعَفَّنَتْ بِأوْصالي غُرْبَةُ النّظَراتِ
أريْدُكَ أنْ تخفيْنيْ مَع الْمَطويّــــاتِ
وأن أكوْنَ السّابِحَةَ فيْ بحْركَ
عَلَى مَدِّ التّيــــارِ
مِِـــنَ الْمُحيـطِ للمُحيْطِِ
دوْنَكَ تُغادِرُنيْ الشَّمْسُ وَالأمْطارُ
لا نَجْمٌ يُبَارِكُنِيْ وَلا خَريْرُ مَـــــاءْ
فأنا ارْتِعاشُ الْهَوى
عَلَى نَبْضِكَ السّاريْ
وَمِنْ هُدُبِكَ أشْعِلُ أنْوارَ دُنْيايَ
وأغدو كالْغَزالِ في ليْلةٍ قمْــراءَ
أرْجوْكَ تَلَطَّفَ بِحاليْ
وابْعَثِ الْيَوْمَ سَلامًا يَحِنُّ إلى مكانٍ
طالَما جَمَعَنا نَحْنُ الإثْنــــــــــــــــانِ
لَيْتَ قَلْبيْ في لَظاهُ يَرْتــــــــــــــــاحْ
وَيَسْعَـــــدُ بِلِقاءِنا وَبِخِطابِ الأرْواحْ
يَكْفيْنيْ أنْ أتكىء عَلَى كَلِماتك
 وَأستَنْشق فِيْهَا أنْفاسِك
ويلوْحُ فَجْرٌ جديدٌ بعدَ انتهاءِ السَّهَرْ
أن تَكوْن صبحي
حَتَّى يرن الْقَلْب وَالوترْ
فقل أنَّكَ تهوانيْ كَمَا أهواكَ
وَأنَّكَ ليْ القَــــدَرْ
فَقُلْها وَلا تخْشى عَليَّ شيئًا
فأنا عَلَى شَفَتَيْكَ أسْمَعُها
أغْنِيَةَ يَتَراقَصُ عَلَيْهَا الفُؤاد وَيَسْتكينُ
تَتْلوْها فأعْشَقُكَ أَكْثَرْ وَ أفْتَخِرْ
فَيا هَوْل ليْلي ما عادَ لَهُ قمــرْ
وَكَأنَّما شُطآنٌ بِلا بَحْرٍ وَشَجَرٍ مالَهُ ثمرْ
لا أريْدُكَ أنْ تُعانقَ حُروْفي في صمتٍ وَوَجَلٍ
والتَحْديقِ دُونَ ايماءاتٍ تَصِلُ
أريْدُكَ أنْ تهزنيْ مِنْ أعْماقي
وأؤمِنُ أنَّنيْ أنْثى مِنْ جِنْسِ الْبَشَرْ
جِئْتُـــــكَ أحْملُ الشَّكْوى
وجَسَدًا فيْ صَدْرِه قَلْبٌ كادَ أنْ يَنْفَجِرْ
فها أنا أقولُها أحبّــــكَ أيُّها القَـــــــدَر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق