الاثنين، 11 يونيو 2018

🌹 الى بيت المقدس 🌹 بقلم الاديب محمود المتجلي

الى بيت المقدس __٢٣
الحلقه الثالثة والعرين
العذر للشعوب العربية
________________
وان كانت الحقيقة ان الشعوب العربية هى المذنبة اولا واخيرا كما قال القائل
الذنب ذنب شعوبها
باعت طريق كفاحها
واستسلمت للبغى حتى
قادها جلادها
ولكن ساذكر بعض ماتعرضت له الشعوب العربية بالذات من غسيل للعقول على مر العصور والعقود الماضية بعد ان تم احتلالها عسكريا وبعد اسقاط الخلافة الاسلامية العثمانية عام ١٩٢٤م فقد كانت الامة العربية والاسلامية دولة واحدة لاتغيب عنها الشمس حتى تامر عليها العالم وساعدهم الخونة من الداخل واسقطواالخلافة على يد كمال اتاتورك وبذلك وباحتلال جميع الدول العربية سلموا ارض فلسطين لليهود لتكون شوكة فى قلب العالم العربى والاسلامى وعند انسحاب الدول المستعمرة من البلاد العربية خلفوا ورائهم عملاء لهم كل منهم يحمل لقب زعيم بصفته انقذ بلاده من الاحتلال وقد اغرقها فى مستنقعات اكبرمن الاحتلال العسكرى الذى كان يقاوم من الشعوب ولكنه جائت صور اخرى من الاحتلالات ولن اتحدث هنا الا عن الاحتلال والغزو الفكرى التى تعرضت اليه الشعوب العربية ففى خلال الحقبة الاخيرة من حكم الخلافة كانت تذهب بعثات علمية الى اوروبا وامريكا مما ابهر كل من سافر بلادالفرنج وراوا اضواء باريس ولندن وظنوا انها الجنة التى كانوا يوعدون بها ومن رجع بلاده كتب في وصفها الكتب والمجلدات وفتنوا بزخرف تلك البلاد ومنهم من هاجر اليها ولم يرجع الى بلاده مرة اخرى وراو فيها بلاد الحريات لما راو التبرج والسفور والاختلاط ووصفوا بلادنا بالتخلف والرجعية والفساد وكل ذلك مما ساعد على اسقاط الخلافة وتواجد الخونة التى منوهم بانهم سيتولون حكم البلاد
وبعد خروج الاستعمار واصبح احتلال فكرى وقد قسمو دولة الخلافة الى دويلات ورسموا لهم الحدود بنظرية فرق تسد فاستورد عملائهم كل ثقافة الغرب وافكارها فكانت فترة علمانية وفترة شيوعيه
فعلى سبيل المثال لا الحصر حكمت مصر بعد الثورةعام١٩٥٢بالعلمانية حتى خرج الاحتلال فى عام١٩٥٦وقام بتاميم قناة السويس وحدث بسبب ذلك العدوان الثلاثى على مصر فتحولت سياسة النظام الى اشتراكيه تابعة للشرق وادخل خلالها الافكار الشيوعيه والاشتراكية كانت منهج يدرس فى المدارس وعلى اغلفة الكراسات وكانت تدرس مادة التربية القومية بدلا من المواد الاجتماعية التى كانت تدرس العالم الاسلامى وتاريخه اصبحت تدرس القومية العربيه وسبغت البلاد بتلك الافكار الى ان جاء انور السادات فقلب الدفة واتجه الى الغرب مرة اخرى واصبحت الديمقراطية تدرس فى البلاد وتبدلت الدراسة من مادة التربيه القوميه الى التربية الوطنية وهكذا تفتت حتى القومية العربية الى وطنية بعد ان كانت امة اسلامية تشمل جميع القوميات وجميع الاوطان
والشعوب العربية لاحول لها ولاقوة ويتنقلون فكريا من ديمقراطيه الى علمانية الى اشتراكية وتشربت عقول الاجيال بكل هذه الافكار فضاع الانتماء الحقيقى الانتماء لامة الاسلام التى تشمل الجميع واصبحت الشخصية العربية مفتته ومهترئه ضعيفه ونسوا اصولهم الفكرية وجزورهم العميقة التى اسسها اجدادهم العظماء
فتاهت الهوية على ايدى الحكام العملاء
ولكن لم تحرم الامة من وجود رجال مازالوا يفهمون الواقع ويعملون لاعلاء امتهم وعودتها من الضياع ومازال هناك رجال يضحون من اجل تحرير العقول والافكار وتحرير المقدسات
___________________
بقلم/محمود عبدالمتجلى عبد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق