الجمعة، 1 يونيو 2018

حكايا المرايا بقلم سعيدة باش طبجي

حَكايَا المَرايا

رَفَّ قلبي لنظْرةٍ في المَرايا
و تهادتْ جَدائلي كالصَّبايا

عَلَّني ذات نظْرةٍ من عبيرٍ
أرشُفُ العِطْرَ منْ شبابي بقايا

علَّني أُبْصِرُ الهَوى و الأمَاني
تُرْسِل الخطْوَ نحْو  عَهْد صِبايا

عَلَّني أُبصِرُ الوُجودَ سَلامًا
زَهرَ حُبٍّ ..مُعرِّشًا في الزَوایا

ثم أرْسَلْتُ ضِحْكةً علَّ عيْني
تَجدُ الحُسْنَ كامِنًا في الثَّنايا

و تأمَّلتُ نظْرتِي و جَبيني
و غرِقْنا معًا بدَرْبِ الحَكايا

و غَرَفْنا من ذِكْرياتِ القَوافِي
عَلَّ نبْضِي يَلُفُّني بالعَطَايا

نسْرُدُ العُمْرَ قصَّةً من حنينٍ
تُوقِظ الحُبَّ كامِنَا في الحَنايا

في زَمانٍ كنفْحةٍ من خُلودٍ
من جَنى الشّهْد و الشّذَا و السَّجَايا

حينَ كنّا شوقًا وعِشْقا عَطاشى
نرْكبُ الشّعْرَ و الهُيامَ مَطايَا

                      ^^^^^^^^^^^^^

أرْجعَتْ صُورتي المَرايا هَشيمًا
و تدَاعَتْ في مُقلَتَيَّ الشّظايا

و الأماني تَكلّسَتْ فِي شِفاهِي
و الشّظايا تَغلْغلتْ في الحَنايا

 و إذا بالعُيونِ تهْمِي غُبارا
و صَقيعُ الثّلوجِ يغْزو حَشايا

و تهَادى البَياضُ في ثَلْجِ شيْبي
يَسْرُدُ العَجْزَ قصّةً للبَرايا

وَ رَأَيتُ الحُروفَ ترْجُفُ ولْهى
و القَوافي في نبْضَتي كالسَّبايا

و رأیتُ الدِّمَاءَ تَنزِفُ قَهرًا
و المَنَایا تَغتَالُنا فِي الزَّوایا

تَتداعی الشُّجُونُ من کُلِّ صَوبٍ
لَیلَ رُعبٍ مُدَثرٍ  بالرَّزایا

                        ^^^^^^^^^^^^^^^^

يا حُروفي..يا نبْضَتي ..يا يَراعِي
أنْجِدوني منَ الضَّنى و المَنايا

يا مِدادي أَمْطرْ رُموشي بقَطْرٍ
من جنى الحَرْف للشِّفاهِ عَطايا

يا حُروفي..لأنْتِ نبْعُ جَمالي
انْتِ عندي العُطورُ.. أنْتِ المَرايا

یا حُروفي لأنت حدُّ سُیُوفي
ضدَّ قهر الضَّنَی و عَسفِ الرّزایا

نسْجُ عُمْري :طُفولتي و شَبَابي
و غرامِي و نشْوَتي و مُنَايا

نسْغُ ترْحِي و صَبْوتي و عَذابي
و اشْتياقي و شقْوتي و الخَطايا

قصّةٌ في ضَمِيرِ نبْضِي رَوَتْها
ومْضَةُ العُمْرِ في مَرايا الحَكايا ./.

(( سعيدة باش طبجي -تونس))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق