آخر نقطة في دمي
شعر: جلال باباي( تونس)
سوف ترحل معي
آخر نقطة في دمٍي البارد
تخترق نبض قلبي الباقي
أو تتمرٌد قُبلةًُ نارية
لتحرق وجهي القديم
أيا مُعذٌبتي ، أخبري العاصفة:
لن أنحني إلى الغبار
سوف أزرعني سنبله
فوق أرض تعشق الرغيف
أو أمتدٌ بوصلة لطفل
ضل طريقه
ليقيم حلما تحت خيمة الفقراء
سأغتسل بمطر أيلول
وأمرًٌغ قدماي التائهتان
في العراء
فيا رفقة الماء:
إني ذاهب إلى البحر القريب
لتحويني عذاباتي
من منكم
سوف يخدش التراب
كي أنحت لي مغارة ؟
أنتظركم فيها مُعتكفا
وقد غطٌت حصير فراشي
تلك العُزلة الجميلة
لا تُفكٌروا في الرٌحيل
ربٌما قد ظللنا الطريق
إلى الوطن!!
قد نتقلْب على رماده الساخن!
هو شطر قلبي مازال يحتفظ بالدم
حتى أحضن بملء يُمناي
نبض الشهيد العاري
يُحيطني بالبهاء
ينظر لي سخيٌا بضحكته
تمخر عُباب الليل الطويل
لن أبتعد كثيرا عن الأرض
سأجاهر مع درويش عاليا
مع الخطاطيف العائدة :
" فوق هذه الأرض.ما يستحقٌ الحياة.."
وسأعودها غازيا
سوف أخرج اللص من قمقمه يوما ما
وسيُطرد النمرود من هوائنا،
لن يطال بعد اليوم تفاصيلنا
وسوف تنمو كل براعم الزهور الجديدة
في راحة يُسراي النائمة
وسأحمل راية الوطن
حتى يواريني الثٌرى
إذا ما سقطتُ بغتة
وحده العشق ،
باقِِ في دورتي الدموية
إني في انتظارها هذه الساعة
وحين تأتيني،
أكره ان تطرق باب غرفتي
دمعةحزن أو وحدة آسنة
أريد منكم أن تهرعوا
إلى الشبابيك كي يضيء
في الزوايا عطر الملحمة
منقوشا عليها اسمي
ألمحها ربٌة البيت في منفاها الملكيٌ
تكلْمني ساعة الرحيل
وأنا الآن، جنديٌا
بين الدخان و أزيز الرصاص
في انتظار الفجر أو حكمة الخلاص:
إمْا ننتصر أو ننتصر!!
في هذه الصحراء الأشد ضراوة
أو تنتظرني حبيبتي القديمة
أشبه بجريح حبٌ
إلى جوار شجرة الليمون
حين يُزهر الربيع .
🔸️٢٩ أفريل ٢٠٣٤


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق