الاثنين، 29 أبريل 2024

كلـمة اليـوم .. عن اليـأس وأثره على الفرد والمجتمـع بقلم الأديب سامي ناصف

 .   كلـمة اليـوم ..

عن اليـأس وأثره على الفرد والمجتمـع             ــــــــــــــــــــــــــــ

إن اليأس ظاهرة فى مجتمعاتنا العربية الآن و منتشرة بشكل بغيض !

وكأنها ظاهرة مُمَنهجة، وراءها أفراد ومؤسسات الهدف منها إحباط الأفراد والشعوب كى تتخلف عن ركب الحضارة والإنسانية ـ وانتشرت هذه الظاهرة بشكل مُريب عبر بعض قنوات؛ الهدف منها النيل من هِمَمِ المجتمعات،وفقد الثقة في ولاة الأمر .

   إذًا كيف عالج الإسلام هذه الظاهرة ؟  

 لنا أن نشخّصها من منظور إسلامي .

لقد عَرَّف العزّ بن عبد السلام ( اليأس ) من رحمة الله : هو استصغار لسعة رحمته ـ عزّ وجلّ ـ 

وقال الكفوي: إن اليأس هو انقطاع الرجاء  .

  وقد يُوصل اليأسُ  الإنسانَ إلى القنوط،

والقنوط ثمرة من ثمار اليأس.

 إذ عبَّر القراّنُ عن هذا المعنى بقوله تعالى ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) يوسف 87     

  فنرى أن من رَكِبَ طريقَ اليأسِ  أَوْصَلَهُ إلى القنوط،

 ومن لَبِس رداء القنوط سقط فى بئر الكفر. الكفر بكل شىء:بالله، وبالحياة.

 وإذا وصل أىُّ مجتمعٍ إلى هذه اللحظة خسر كلَّ شىءٍ، وهذا هو المطلوب للمجتمعات العربية والإسلامية، ويعلمنا القراّن الكريم  أن  لو انسَدَّ بابُ الأمل بأى مانع، فلابدّ أن تحاول فتح هذا الباب،

 وهاكم وَالدُ سيّدنا يوسف عليه السلام، وهو يطلب من أبنائه البحث عن يوسف وأخيه فيقول القرآن الكريم على لسانه ( يابنىَّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )

 إنه يدعوهم إلى فتح باب الأمل مهما تواجههم الصعاب، ولوتَلَبَّس الإنسان عنكبوتُ اليأس لتمنى الخلاص من الحياة.

وهنا يظهر قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ( لايتمنّينّ أحدكم الموت لضرّ نزل به 

فإن كان لابدّ متمنينا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفّنى إذا كانت الوفاة خيرا لي )  قال عبد الله بن مسعود : أكبر الكبائر الإشراك بالله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله.

 وعش مع قول القائل:

إذا اشْتَمَلـَت على اليأس القلــوب .. وضاق لما به الصدر الرحيب.

أتاك على قنوط منك غوث .. يمنّ به اللطيـف المستجيـب

وكل الحـادثات إذا تنــاهـت .. فموصول بها الفــرج القــريب

 ــ اللهم أنقذنا من اليأس وشرره والقنوط وضرره  .

   ـ آميـــن


                            كتبها / سامى ناصـــــــــــــــف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق