الثلاثاء، 30 أبريل 2024

هنيئا لك أنت مؤثر!!! ــــــــ محمد بن سنوسي


 هنيئا لك أنت مؤثر!!!!!

بهاتف واتصال وكلام تافه ولربما فاحش عند التمرغ بحقارة في الحديث عن أسرار البيوت وما وجب ستره و كتم زواياه . و بحركات ماجنة و توشح رداء النصح و دس الوضاعة في رسائل الإقناع بالمنضور الجديد و التفتح المزعوم على الحضارة ...... هنيئا لك أنت مؤثر بالمجتمع وستحظى بآلاف أو ملايين المتابعين وستتلاعب الدنيا باسمك المستعار أو إسمك الحقيقي متوجة صاحب الحساب بلقب صانع المحتوى.
هي تدابير بسيطة بهدف صناعة نجوم من ورق ملتقط بشكل أكيد من مصب قمامة الأخلاق بمواقع التواصل و إعلائهم لقمة الهرم بهدف رفعهم في جدول درجات الإصلاح وبثوب الصلاح كاسرين بذلك مبادئ الإعلام وقواعد التشييد مختصرة شروط النجاح في بوتقة غير عادلة ينافس فيها الوضيع الفاحش أهل الحكمة ،العلم والأخلاق.
هو واقع مواقع التواصل اليوم التي فوضت أمر جوهرها ورسالتها الحقيقية لأراذل القوم فمغنية الملاهي تعد ملايين المتابعين بسبب بريق فحشها ونشاطها البائس المرصع بالكلمات النابية لتتوج في النهاية بوسام التربع على القمة باستعمال لغة إمالة الخصر يمنة ويسرة حاصدة بذلك ملايين تعاليق المعجبين والشغوفين بالمحتوى الحقير الموجه لضعاف النفوس هذا قبل أن تلتهم الموجة الماكثات في البيوت اللواتي أصبحن يتفنن في مقاسمة المعجبين تفاصيل الحياة اليومية وكأن الأمر فعلا مدعاة للركض خلف من ترقص في غرفتها على المباشر أو خلف من تكسر قواعد الأخلاق وستار العفة وخطوط الحياة السوية تحت غطاء مقاسمة الهموم بالحديث بلغة الشعب والقفز على حواجز الطابوهات ونشر الغسيل الذي أخفاه الحياء ووارته تعاليم قواعد العادات و إملاءات الموروث الأخلاقي.
فبقدر ما ساوى الفيسبوك وعديد مواقع التواصل بين الجاهل والعالم و فتح له باب مناقشة أهل المخابر ونجوم القوافي و رواد الأبحاث العلمية بقدر ما تساوى الوضيع والشريف وبقدر ما فتح الأبواب بفعل فاعل خفي لصناعة نجوم من ورق روجوا من حيث اعتقادهم للإصلاح بشكل دس بين طياته السم الزعاف لفكر هدام وفساد الأخلاق وتحلل الروابط فغدت السخرية من الحجاب والتعاليم الدينية على سبيل المثال ثورة على الثوابت بداعي حرية الإختيار وغدت صور الترفع على العالم وطلب مناظرته بلا علم موضة العصر وفتح عنبر وهم الحرية الشخصية موقف هوٌن من وطأة سير الذنوب و روج بمكر للمعاصي وكسر ممنهج للروابط الأسرية والسلطة الأبوية ودور الأسرة والعائلة في صياغة منهج الحياة ودستور و قواعد العائلة والحياء.
وبالمقابل يصادفك أهل الصلاح وحملة لواء البناء عطشى في صحراء فلاة تائهين بين الصفحات فتكاد لا تجد لهذا متابعين ولا لذاك معجبين مع أن محتواهم جدير بالتكريم والإنصاف والتبني ما يوحي لك وكأن أطرافا خفية تدعم الرداءة والوضاعة والفحش لأهداف محددة تتلخص في صناعة أجيال تغوص بعمق في التفاهة و بتلذذ في الرداءة دون إحاطة المبادئ السامية بأدنى اعتبار أو تقدير.
فامام الرغبة الجامحة في تقويم الأمور في حالة توفر النية الصادقة والإرادة الفاعلة فإن الطامح لتسوية الأمور يتوجب عليه إقناع الملايين بالعدول عن فكرة متابعة المشاهير التافهين و انتشالهم من ذلك المستنقع ما يستوجب السعي بحكمة لإعادة زرع فكرة القيم الراقية و الثوابت الدينية الراسخة والتحليق بالناشئة لعالم النجاح وأهله و موطن الصلاح ومرتاديه وإذاقتهم من رحيق العفة والطهر والحياء والأخلاق الراقية من المنبع الصافي والعطرة النقية كتاب الله و سنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام .
محمد بن سنوسي
من سيدي بلعباس
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق