ندوبٌ
الصَّحوةُ تفضحُ عُريَ الأماكنِ
تكشف النقاب عن زمنٍ هشّ
لا فسحةَ فيه لترقيعِ المهازلِ
لا وقتَ فيه لمسحِ رغوةِ الغفوات
حيث الموتُ لا ينتظرُ بزوغَ النّورِ
حيث الحياةُ لا يعنيها الموتُ
إن كانَ ناصعا أم حالكَ السّوادِ
ندوبُ الروح بحارٌ
يعشّشُ فيها الألمُ والقلقُ والخوفُ
يا ندوبا أوغلت في العمق والتمدّد
كم بمشرطِ الحكمةِ طبطبتُ عليكِ
وبأطراف الأناملِ مسدتُك
فما شُفيتِ
ليتني أداويك
أزيل عنك تشوّهات
أحرقتك بماء النّار
تركت الآثار
تاريخيةً لا تزولُ
ليتني أداويكِ بالصّمتِ
قد ماتَ بي الصّراخُ
لعلّي بالصّمتِ أخفي ضجيجَكِ اللاهثَ
لعلي ما بين الصّحوة والغفوةِ
أتّجهُ ببوصلةِ قلبي إلى هناك
إلى مكانٍ يرقدُ فيه الأملُ
فأوقظه من سباتِه
هو المركونُ بعيدا
في زاويةٍ مهمّشة
يلعق نشيجًا
مزروعا بالأشواك
يؤنسه في غيبوبته
ويدميه
اليأسُ دمّرَ كلّ الأماكنِ
عدْ أيّها الأملُ
كم نحتاجُك!!
سامية خليفة /لبنان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق