قصيدة
ديك النهار
في بلدتنا ديك همجي
كثير الصياح ثرثار
وقف منتفخ الريش
يزهو بمنقاره الأحمر
يعلن الحرب على الأشرار
سخر منه القوم أنت
ديك أظننت أنك
ليث جسور أو فارس مِغوار
أم حلمت أنك حوتاً
وأنك ملك الأنهار
اخلد إلي النوم يا ديك
ربما استيقظت عنترة العبسي
أو ربما ارتديت ثوب
قطز قاهر التتار
كلما جن الليل
وأسلم الرعية لمآربنا
صاح بنشر الوعي فيهم
يدعو
يتوسل
يبتهل لطلوع النهار
يتجول في الحارات
يطرق أبواب البارات
يقفذ فوق زجاج السيارات
يقطع كل يوم
آلاف الطرقات
يهرول سريع الخطوات
إستيقظوا ياقوم
حذاري من الأخطار
أقمنا عليه الثورات
شددنا عليه الإجراءات
سلطنا عليه العاهرات
أغريناه بكل المُنكرات
لكنه عنيد مكار
هدمنا له الأعشاش
أخبرنا القوم أنه غشاش
أخبرناه أن كبير البصاصين
يطلبه ليدور بينهما نقاش
لكنه آثر العناد
ولم يعبأ بالقرار
منعنا عنه الطعام
منعناه من الكلام
ربما أعلن الاستسلام
وجدناه نوى الصيام
وجدناه حفر رسالة
بمنقاره فوق الجدران
الديك لا يعرف الإنكسار
عطلنا له المواصلات
راقبنا كل الاتصالات
اغلقنا صالات المطار
في خلسة من البصاصين
صعد فوق المآذن
صاح ياقومي أفيقوا
من هول الطوفان
أفيقوا من الإنهيار
أشهرنا بوجهه
كل أنواع السيوف
ربما دب بقلبه الزعر
أو ربما تملكه الخوف
فإذا به يبتسم بإستهتار
معذرة يا أعداء التاريخ
هذا نعتكم لا توبيخ
من يطلب الحرية
لا يخشى الأقدار
سأظل في القوم أصيح
سأخط بلسان فصيح
سأنادي بأعلى صوت
أني لا أهاب الموت
وإن كان لي عمر
سأنجو حتماً كما
نجا إبراهيم من النار
فيوم سيولد ألف ديك
ينشدو في القوم
إلى أن يأت النهار
أحمد أبو العمايم 


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق