الأحد، 23 مايو 2021

قذائف بين الشرفات/نعيمة سارة الياقوت ناجي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 قذائف بين الشرفات///

أتاهني العشق
ورمى بي على ضفاف الأقصى
أنساني كينونتي فغفوت
ورحت أغزل جبتي من وريقات التوت الحالمة
أبني وكر أحلامي بين الأغصان الذابلة
أخالني قديسة بين المحاريب
كم عشقتني!!!
ورحت ألهث بين الطرقات والممرات كمائن...
بلاوجهات بلا تشوير
أضمد وجع الأرض بخطوات مثقلة بالشجن والشوق ...
اَه يا وطني الجريح
كم عشقتك!!!!
دلني على نبضي ومأواي...
مازلت لا أسمع غير أصوات المدافع قذائف من وراء الأبراج تعانق الرماد
وشظايا تحلق بين الدخان
تفزع أسراب النوارس الممتدة عبر شطنا الجميل....
ها أنا يا وطنا كبلني أسيرة بين سرايا غزة الأسطورةوراويا يوثق الانتصاربين الدمار وعيون الشمس...
وأنا أدون اَهاتي وغربتي في وطن الأمنيات
أتذكر الأحلام ليلة ليلة وأنسى
كم مرة عشقتك بين أفول البدر والمغيب
يا معشوقا على الشرفات
يجمع بقايا زجاج
وألواح من سنان الموت...
مازلت أغفو وأصحو على فزع الوداع
فكيف أطلق الزغرودة
كما أم الشهيد...
أتذكر كم خشيت من خطأ التصويب؟
وناديتك من وراء الأسلاك الشائكة
و التهاليل
أغرق في دمعي
وأمسح بابتسامة الحزانى
بقاياأورام الدخان دموعي رقراقة
تغسل وجه الصباح الشاحب
بين بقايا ركام سبح للسماء قبل الوداع...
كم يكفيني من الصمت ومن القبلات
أيها الزمن الواقف على أعتاب الوجع
كم تكفيني من ومضة
يغمى علي وأستفيق
قصيدة شعر بين ثنايا الأشجان....
يا خليل القلب يا وجعي
يا زمني الاَفل سرا وجهرا
يا فنجاني المر
بين قطع السكر...
دعني أرحل بلا استئذان
بلا تأشيرة
أختلس الممرات
بلا حقيبة أمتطي
المجهول نحو المجهول...
أرمم بقايا الزوارق
الملتطمة على واجهات الصخر
وأصنع زورقا بمقعد
وشارة نصر
وشراع من منديل وكوفية الوفاء على صدري...
سأرحل أجول مرابع العشق أنحي صور العار والدمار
وأزهد بين المحاريب المهجورة
أعنون الأزقة بأسماء الشهداء...
أجمع بقايا الرصاص
أعيد تكوين هويتي
وأغرس
جذورا من الصفصافة القديمة
على أبواب المقبرة المشرعة...
أرغب في أن أكون رقما بين الراحلين
وأشيعني شاهدة وراوية
بين الأرصفة...
توقف الزمن!!!
محظورين نتأمل صوت الصفير والرصاص
يستعصي الحلم
على أجراس الكنائس الخامدة
ويستعصي العناق..
كيف نكمل شهوتنا إلى متاهاتنا والأمنيات...
وهذا القطار أثقل مسامع الحب...
بين مكامن الذكريات
يسابقنا نحو بؤر الوجع....
وفي تخوم الفيافي يتوقف معطوبا
تحت أعمدة الدخان والضباب...
تهيم بنا الأقدار
تحت القصف
أقدامنا مدملة ترسم
لوحات التاريخ بين الخطوات
والثرى إسفلت يكوي البنان....
سكارى من نبيذ الشوق للديار
يشدنا الحنين بين الصحو والغثيان
هل التقينا لنفترق
أيها العابر مثلي
جسور النار
على نفس المسير؟
أم هو العشق يكبر فينا على جسر الروح؟
أيها الغريب التائه مثلي على الرصيف
أي قدر هذا الذي أضناك وأضناني
وحط بك الرحال حيث يسكن الصمت
وتنطق الأحجار
تروي حكاية شعب الجبارين
يعمر الأرض أشجارا
وتعصف به النار نحو الدمار...ويحيا أعجوبة الزمان..
وتنسى أن تذكرني هوية بلا عنوان
أسدلت رواق العشق
على الشرفة المقابلة
يارفيق الطريق
مد يديك وتعالى نشق الأرض
نحيي ذكرى الأصائل
بين أشجار العنب
تعالى نتعلم كيف نتقن لعبة الحرب
بمسدسات من أعواد الزيتون و الرصاص حبات من عنب
تعالى نختبئ بين أسراب النوارس
ونفجرالوفاء للعهد
ألغام سلام
وجرحا نازفا صك أمان
فلا خير في عشق
لم يولد من رحم الأوجاع...
ولا أرض عادت بلا استشهاد
ولا قصيدة استوت
بلاأرض ولاهوية
بلا معشوق ولا سلام
فهل نحن خارجون عن النص...؟
نعيمة سارة الياقوت ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق