رحالُ الهجرِ
..............
أنيخي رحالَ الهَجرِ فالهُجرُ مُؤلمُ
عَصيٌّ عليَّ الدَمعُ أخفي فأكتُمْ
وتَبقى مُدى الأيامِ تُوغِلُ طَعْنَها
عليَّ وإني الصابرُ المَتبسمُ
وَلي غايةٌ عَصماءُ تَشدو بكَلكلي
أُداري شَداها في الحَشا تَترنمُ
وإني إذا ما الدّهرُ أوقدَ نارهُ
ألاوي سِنانَ الدّهرِ فيهِ أُقوِمُ
فَلا والذي مَدّ السَناءَ بصبحهِ
وغيّبَ أقماراً وليلكَ مظلمُ
وأزجى غَمامَ الخيرِ حتى تَفتحَت
مَرابعُ بلقاءٍ َبخيرٍ ستنعمُ
سأبني عُروشَ الحُبِ حتى كأنها
(لبلقيسَ) تَحني رأسَها وتُعظِمْ
وإني بذاكَ العزُ أحْملُ غايتي
كأني بها ناراً تَشبٌ وتُضَرمُ
فانّ بناءَ العزِ صَعبٌ مراسهُ
وإنّ صعودَ الطَودِ جهدٌ يُجشمُ
سَلاماً حَبيبَ الروحِ والقلبِ والحَشا
مراسيلَ شَوقي في العُلا تتكلمُ
كتومٌ لشكوى الضيم لا أتبرمُ
حواليّ قالٍ بالشماتةِ يَحلمُ
اخيّ جزاكَ اللهُ صبراً مؤملاً
ولمَّ جراحاً في الحشاشةِ تؤلمُ
وَشدّ إزارَ الصَبرِ حَتى تَشدهُ
قوياً عظيماً نافذاً يَتسَنمُ
(وان كنتَ ذا راي فكن ذا عزيمة)
وان لكَ الأيامُ تدنو وتعظمُ
فلا يغلبنّ الرأي قولٌ منمقٌ
ولا يُفسدُ الرأيَ العظيم (مُسيلمُ)
وكنْ مثلَ نَخلِ الرافدينِ مُشمخراً
ومعطاءَ ذا خيرٍ يفوحُ ويُكرمُ
وإني أرى الأيامُ كالنارِ والغَضا
فكنْ راجحاً في العيش ذاك تنَعمُ
واذكرْ أخاً في اللهِ ليس تفاخر
واعلمْ فانّ الدهرَ يُعطي ويُحرمُ
ودعْ عنكَ قولَ الزورِ سرا وجهرةً
فان مقالَ الزورِ حَصبٌ ومَندمُ
فلا تبتغي حُباً يُجردُ عزةً
ولا تبتغي حُباً يَنوءُ ويؤلمُ
ولكنني أبغي مِنَ الحًبِ رِفعةَ
أعز بها نفسي وفي الحُبِ تَعظِم ُ
فلا طَللاً أبكيهِ يُحني بهامتي
أريدُ إعتزازاً بالحقيقةِ يُفهَم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق