الأربعاء، 5 مايو 2021

قالت لي الذاكرة /عبد الفتّاح النفاتي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 * قالت لي الذاكرة *

و سلامي للذين مرّوا من هنا،
في هُدنة الشفق،
وقبل عتمة الغيهب
و سلامي للذين ما مرّوا
من أمامي
و لا جرّهم قلم ،
و لا مسّهم في ثراهم
فلول النسيان ...
*** *** ***
خلف البيت،
في اتجاه اللامرئي،
مقبرة لبقايا الغرباء
أدفن فيها أدلة إتهامي للغياب
كلّما ماتت حمامة مشرّدة،
كتبت لعمدة القرية نص الرثاء
و تحت القصيدة أترك أثرا من ريش الفقيدة
*** *** ***
مطرٌ لا يصلح لريّ أجنحة الفراشات
و عشب بدائي، ينبت كثيفا
حول المدفئة
فيححب عنّي رؤية الظلام
وحدي في الحديقة،أزرع الأماكن الباردة
كي لا تنمو على جسدي
طرق جديدة
أو تحاصرني في خاصرتي
خرائط المدن القديمة
*** *** ***
على شاكلة نورس مُبْتلّ
أفرك جناحيّ
كي يطير نيابة عني
و يهرب الصيّاد
من شباكي
*** *** ***
قليل من الحبّ
كي أُطعم سنونوة جريحة
فوق فراشي
قليل من الحب
كي يعود الميناء المهجور
إلى البحر
*** *** ***
صوت الموقد ، رائحة البخور،
صورة القطة الوحيدة في غرفتي،
ديك الفجر المجنون، و بقايا عملة البايات فوق المنضدة .....
كانت هناك،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أمّي .
(عبد الفتّاح النفاتي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق