* بين عُتْمةٍ و أخْرى *
بِلُطفٍ، يسْتلُّ حرْفَهُ
من غِمْد القصيدة
و يكْتُبُ - هربًا منْه -
نصّه القصير
عن إنتصار القبيلة
على الحبيبة...
بِدِرايةِ الخبير -رغْمًا عنه - يُوّثِقُ
دمعهُ
فوق خدّ الريح
كيْ يصيرَ الغيابُ لُغة السحاب المُمْطر ...
على مساحات ضوءه و صمْته ،
بين طُرقاتِ هُوّته و طَرَقات قلبه،
يُغنّي الكناري التائه في أيْكه
كما الغريقُ السائرُ - على مهلٍ -
لِحَتْفِهِ ...
تُراني صوت صداهُ
مارّا - على عجلٍ -
أم تُراه في درْب الأبجديّة سجين رُؤاه ...
كانا عاشقيْن - بِدُون إثْبات هويّة -
...و افْترقا
كما يفْترقُ الغرباء بعد أحاديث السفرْ
كانا طفليْن صغيريْن ،
كَزَوْجٍ حمامٍ يحْتميانٍ داخل بعْضهما
من هطول المطرْ...
افترقا،
لأنّ المكان لا يَسَعُ فرحًا آخر
في تقاليد البلد
و لأنّ الزمان المعاصر،
لا يعْترفُ بشرعية القلم
و لا بأيّ سند ...
قال لها :
-وهو يُداعبُ ضوء القمر الراقص بين ضفائرها-
سَنَلْتقي- رُبّما-
على حدود المنفى
....و افترقا ،
مُحْتفليْن
في انتظار فكّ الحصار
في لحْظةٍ ما ،
يَكْتُبُني ما سأكْتُبُه
فلا أجدُ درعا واقيا من شظايا الصمت
كُنتُ سأقولُ فَقَالَني
-دُفْعَة واحدة -
و نابني عن البحث في صمم المفردات
لِعَاشقين مثلنا ،
لمْ يَلْتقيا بَعْدُ
و لمْ يَفْترقَا بعْدُ
لنا حظّ اللّقاء
كلّما إلْتَقَيْنا دَنَتْ نهايتنا
و كلّما افترقنا في الأصيل
أدْنَتْنا أقمارُ المساء ...
الوقت يُهَدهدني
- كريشةٍ مجهولة بين الزغب -
كيْ أنام
و أسْتعدّ و أُعدَّ غَدِي
بِمزاجي العبثيّ
فلا أنامُ إلا واقفا في اتجاه الطريق إلى وطني...
في دُربتي على المشي-وسط العتمة-
يسقطُ جسدي فوق لغمٍ
و يموت ‐ في شللِ الذاكرة - نشيد الأمهات
حين يحتفلن بأوّل دندنات الوليد ...
(عبد الفتّاح النفاتي)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق