الجمعة، 14 مايو 2021

حديقة صوفيا قصة قصيرة للكاتبة تركية لوصيف/مؤسسة الوجدان الثقافية

 


حديقة صوفيا

قصة قصيرة للكاتبة تركية لوصيف
كم أنت رائعة حينما توجهت لحديقة صوفيا وامتلأ مخزون عينيك بشجارات العشاق ، بدوا لك دمى بلا أرواح ،وهل الشجار ميقاته لحظات الفرح ونفخ البالونات ..!!
لم هذا الإستعراض المجانى ،أذكر انى كنت اكثر ضخامة ولكن كنت حبيبته ولم يجرؤ يوما على رفع صوته فى وجهى ،يداى لا زالتا قويتين وتجيدان الصفع بنفس اللحظة ..
كم استغرق منك الوقت لكل هذه الزينة !!؟أم هذه عادتك اليومية ، لا تصنعين له المفاجأة فهو يشعر بالملل معك وبالرتابة ..
ولم تظهرين طاعتك وهو لا يقدر وجودك فى حديقة صوفيا؟؟!!!
..كانت الفتاة تستمع لحديثى المتقطع ولكن يديها ناعمتان وصغيرتان ولا تقويان على الصفع،،ايتها الغزالة لم لا تنطحين ..كنت أشحن الفتاة بقصد وانا التى تعرف كل ركن فى هذه الحديقة ،حتى الأشجار تعرف من أكون ..
كنت رياضية أجرى وأقاتل واعشق الملاكمة وكان رياضيا هو الآخر ولم يكن منافسى بل كان يتهكم فقط..
كم كعكة صنعت فى حياتك !!
لم يديك هكذا !!
كان يستفز الحيوان الذى بداخلى وكنت أمنعه من الخروج ولكن خرج ومزقه..
سيدتى هل مات الرياضى ..
مات ؟؟
قلت مات؟؟
لقد اعتقلنا يومها ونشر الخبر على صفحات الجرائد ،وتعرضت للطرد من الفريق ،لقد حطم حلمى فى الملاكمة ،واريد تحطيم وجه صديقك الآن..
احترمها ولا ترفع صوتك هنا
خرج الحيوان منى للمرة الثانية بعد عشر سنوات واعتقلت للمرة الثانية ..
تراجعت الفتاة قليلا كالغزالة البرية ونطحت حبيبها فشقت جبينه..
كنا سعيدتان بهذا المجهود فى حديقة صوفيا واعتقلت غزالتى المتوحشة وصعدنا معا لسيارة الشرطة..
هل تحبينه؟
أحبه ولكن ..فى كل مرة يلبد سمائى ولا يعرف مكانا آخر غير هذه الحديقة ،،أحب السباحة وهو يرفض هذا ..
سأساعدك ..
سرت الغزالة البرية الناطحة ودفعت كفالة عنى وعنها وأخذتها للمسبح وبدأت أولى خطواتها ،كانت تنساب فى المياه كعروس البحر وتخرج فتلتقط انفاسها وتنقلب على ظهرها ..
كان لا بد من رميها وسط الأمواج المتلاطمة ،عليها أن تسبح وتسبح وكنت اراقبها من على اليخت ..
جميلة غزالتى منهكة القوى مصرة على أولمبياد..
صرت عرابتها ومرافقتها وكانت مطيعة ،كم اقتربت منى وارادت عناقى وكنت اتجاهل رغبتها فالعناق لم يحن بعد ..
اهازبج تسمع الآن ،اعلام ترفرف ولحظات ويبدأ السباق ..كانت كالدولفينة باللون الأسود ودولفينات أخريان ،شعرت بالهشاشة التى افتقدتها منذ وقت طويل وشجعتها ،كن قويات وخشيت عليها ،كنت اخشى على حلمى الذى اراه يقف أمامى ويعاندنى،كم اتوق للحلبة ولذلك الصخب ..
كنت شرسة ولا أشعر بإنسانيتى اتجاه منافستى ،مزقت وجهى و مزقت عصبا برقبتها عند التحامنا ،كادت تفقد حياتها..
كانى انفصلت عن المكان ومايحويه ،صور قدبمة تتناثر امامى بينما صور جديدة للفرح تتلون الآن ..إسم غزالتى يذكر فى مكبر الصوت ،لقد كانت الدولفينة السوداء تحتل الصدارة فى الشاشات وهاهى تعلق الذهب بجيدها
حان وقت العناق الآن ،حان وقت عناق الحلم الماثل امامى ،قفزت بعدها وارتمت فى حضنى فاحتضنت حلمى فيها ،قبلتها وقبلتنى ورقصنا فى التحام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق