الثلاثاء، 4 مايو 2021

المقامة القدّورية/حسيبة صنديد قنّوني/مؤسسة الوجدان الثقافية


 نفحة رمضانية مسلية لعلها تزيح ما علق في قلوبنا من أوجاع

*********
المقامة القدّورية
*******************
حدّث أحدُهم قال :اشتهى الحاج قدّورلحمَ عجْل صغير وكسْكُسًا يتبَعُه بقدَح لبن وشربةِ ماء نمير... فقصدَ دكّانَ العم بشير...وطلب حاجتَه ودفع مالهُ من دنانير...ثمّ رجع إلى الدّاريهزُّه الفرحُ والسّرور...نافشا ريشَه كالدّيك المغرور...عاليَ الهمّةِ كأعْتى الصّقور...ونادى زوجتَه للّة البدوروقال لها : يا ستَّ الملاح ...وبهجةَ الأفراح ...ونقاءَ الأرواح ...أتيتكِ بما لذّ وفاح...وأجْودِ أنواعِ التفّاح ...وعذبِ اللبنِ في الأقداح...اُطْبُخي لنا كسْكسًا آكل وراءَهُ أصابعي...وفلفلا حارّا تسيلُ معه مدامعي...وشواءً على فحْم يُطقْطقُ ويُشنّفُ مسامعي... ثمّ خرج كالعادة يستطلع الأخبار...ويستكشفُ الأسرار...وما جرى بالليل والنّهار...لصالح ومحمود
وعمّار...ومن ذاك ؟وما حاله؟ وأين كان ؟وكيف صار؟ ثمّ عاد بعد سويْعات إلى الدّار...جوْعان عطْشان...وجلس مع زوْجته وابنيْه عثمان وعدنان... ينْعم بما لذّ وحضرَ في الإبّان ...تناول اللّحمةَ باشتهاء ...وقضَمها فارتدّتْ إلى الوراء...وأعادها إليه فتمنّعتْ في حياء ...وجذبَها فتباعدتْ في جفاء... زمْجر: الله ما أقساها !!! ما هذا البلاء؟؟؟ وكذلك حدث مع الأبناء في الشّواء ...صاح الصّغيرُعدنان :أووووه يا ربّاه !!! ما الذي طبخْتِهِ يا أمّاه !!! وما هذا اللحْمُ يا أبتاه !!! من أين مأتاه ؟!!! ما عساه يكون ما عساه ؟!!! وصاحت الزوجةُ :ووووووه !!!يا للشقاء !!!.يا للعناء !!!..هذا ما هو بلحْم عِجْل صغير...ساعاتٌ والقدرُ يغلي فلا إلى لين يصير... كأنّه...كأنّه لحمُ حمير...عندئذ انتفض الحاج قدّوركالرّجل المسعور...وظلّ في البيت كالخذروف يدور...وصاح متوعّدا العم ّبشير...يا ويحكَ يا حقير !!! ضحكتَ على ذقني وحسِبْتَني الغرَّ الغرير...حسابُك عند القاضي خطير...وعقابُك عند الله عسير...يا قوم !! كمْ قلت لكم هذا زمنُ المهازل ...اختلط فيه الحابلُ بالنابل...والجاهلُ بالعاقل...والظالمُ بالعادل ...والبريءُ بالقاتل...هذا زمنُ السّعير...اختلط فيه الشعرُ بالشعير...والحرُّبالحقير...والجرذُ بالكبير... والتبرُبالقصدير...ولحْم البقربلحْم الحمير !!! فإلى أيْن نمضي ؟ وإلى أيْن المصير؟ واااأسفي صرْت من بيْن الحمير ..أها ! أها ! أها ! أنا من بيْن الحمير.
حسيبة صنديد قنّوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق