فُؤُوسُ الخَرَابِ.
أَنَا التُّونسِيُّ الشَّقِيُّ..
أَعُودُ إِلَيَّ فِي كُلِّ سَاعَةِ فَجْرٍ،
أَعُدُّ فُؤُوسَ الخَرَاب...
أُرَفْرِفُ كَالطَّيْرِ يَشْدُو بِصَوْتٍ حَزِينٍ،
كَوَاهُ لَهِيبُ البُرُودِ وَطَوَّقَهُ اليَأْسُ،
بِسَيْلِ الدِّمَاءِ وَفَخِّ الغِيَاب...
أُشَاهِدُ عُهْرَ التَّسَامِي عَلَى لُجَّةِ المَوْتِ،
بَيْنَ المُحِيطَيْنِ،
بِأَشْرِعَةٍ مِنْ رَمَادِ العِتَابِ..
أَقُولُ لِنَفْسِي وَقَدْ ضَاعَ صَوْتِي بِلَغْوِ الإِشَارَةِ
" إِلى أيْنَ أَيَّتُهَا الشِّدَّةُ الكَاذِبة؟
وَهَذي الحُشُودُ أمَا آنَ دَوْرٌ لَهُ لاَعِبَة؟
مَتَى يَفْهَمُ المَدُّ أنَّ الوُصُولَ مُحَالٌ،
وَأَنَّ الطَّرِيدَ إِذَا أَنْشَبَ الظُّفْرَ شَقَّ فُؤَادَ المُطَارِدِ
نِصْفَيْنِ بَيْنَ أَنِينِ المَوَاجِعِ وَالخطْوَةِ الهَارِبَة"
أُسَافِرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَخِينَ الجِرَاحِ إِلَى الوَرْدَةِ الحَالِمَة،
أَشُمُّ عَبِيرَ التَّسَامِي إِلَى لُجَّةِ النُّورِ فِي المَوْجَةِ القَادِمَة.
أَلاَ يَا فُؤُوسَ الخَرَابِ،
سَتًكْسَرُ أَفْوَاهُكُمْ فِي أَنِينِ الصُّخُورِ،
سَيَخْرُجُ مِنْ أَرْضِنَا مَا يَهُدُّ القُبُور،
أَنَا التُّونسيُّ شَريدُ القَوَافِي،
أُرَاكِمُ حَرْفِي عَلَى سَلَّةِ الفَوْهَةِ أَرُومُ التَّعَافِي.
سَتُزْهِرُ أَوْرَاقُ دَرْبِي بِشَوْقِ التَّلاَقِي،
سَنَغْرِفُ مِنْ مَائِنَا مَا يُعِيدُ الشِّقَاقَ لِبَحْرِ الوِفَاقِ،
فُؤُوسُ الخَرَابِ سَتُدْحَرُ يَوْمًا بِلاَ رَحْمَةٍ،
وَبَعْدَ ظَلاَمِ السِّنِين سَنَرْقُصُ فَوْقَ الجِرَاحِ بِطَوْقِ العِنَاقِ.
صالح سعيد / تونس الخضراء.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق