رواية "انتقام جان"
الفصل الرابع
وعلى غير بغتة، خبط على بابها ولا من رد يذكر. تظاهرت بالنوم العميق، وسمعها كل سمعها مرهف يتحسس ما يدور خارج غرفتها.
وكأن حدسها لم يخطئ البتة؛ تمة دخيل غير مرغوب فيه، ينتظرها، يتربص بها، ولا حيلة لها معه غير اللعب على نوم كاذب؛ لعلها تتقي في نفسها أيتما مفاجئة، قد تعصف بها وتوقظ فيها ذلك الوحش الكاسر الجاثم على صدرها.
خيف عليها مغبة الاختلاء بنفسها؛ فكان اقتحام الغرفة عليها والتجمهر من حواليها.
وضعت أمام الأمر الواقع، ولم يبق لها من خيار سوى الرضوخ والاستسلام؛ ليشرع حضرة الفقيه في التحايل معها من خلال الطرح والبسط عبر السؤال والتسوال: اسمك...لونك...اصلك...
ترددت تلعثمت، وبالكاد نطقت فكان الرد مخيبا لكل ظن، جمد الدم في العروق، انساب بينهم كالحية الرقطاء، ولا من أحد تجرأ و رد؛ وكأن على رؤوسهم الطير.
صوت خشن انبعث مدويا كالسهم من أعماقها؛ ليجيب عن الاسم واللون والأصل...مارد أسود جرى فيها مجرى الدم في العروق، ولم يترك لها أية فرصة للانعتاق منه.
استأثر بها وحده دون سواه، وجعل منها دمية بين يديه؛ يتلاعب بها على كيفه، ويعبث بها متى شاء وكيف شاء.
تأليف: أ.عبدالاله ماهل
الدار البيضاء/المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق