الثلاثاء، 4 مايو 2021

منْ أفكَارْ يُولْيوسْ الأخيرة/عبد الفتّاح النفاتي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 *منْ أفكَارْ يُولْيوسْ الأخيرة *

تَنَاوَلْ دَمي و أَنْتَ تَزُّفُ الخِنْجَرَ
إلَى صَدْري
كَمْ أَحِنُّ إلَى رفْقَتكَ المَاضيَة
وَ نَحْنُ في بِلاط القَصْرِ
"حتّى أنْتَ يَا بُرُوتس"
يَا منْ إليْهِ كُنْتُ أُسَلّمُ
كُلّ الأمْر
و الآنْ همُ تجَمّعُوا لقتْلي
و تَشَاوَروا
منْ يبْدَأ أوّل الحفل
ومنْ ينْهي باقي الشطر
أنا الضحيَةَ ، ملكٌ
و آداةَ الجريمَةِ قدْ تُفسدُهَا
النَارُ أو الرُمْح
ليْسَ لي سواكَ
فكَيْفَ مزَجْتَ مجْلسَنَا
بالغَدْرِ
هلْ نسيتَ يَا رفيقَ درْبي
كمْ حَرْبٍ
و كمْْ حلْفٍ
و كمْ رباطٍ
على نخْبِ النصْرِ تكَسَّرْ
إقْتربْ أكثرْ
كيْ تنجَحَ فرْصَتُكَ الاخيرَة
و كنْ دقيقًا في الرمْيَةِ الحاسمة
كيْ لا تفْلتَ روحي
فأحْيَا ثانيةً
من دمكَ و أُزْهرْ
سأمُوتُ و ينْتَهي
عَرْشي ،
فهلْ سألْتَ السهم
من المغْدورُ
بعْدي
القاتلُ مَجْهُولٌ
ربّمَا أنْتَ
أو أنت
و ربّمَا الآلهةُ منْ تكفلَّتْ
بالأمْرِ
ليَ طلبٌ أخير
لوْ سمَحْتُمْ
و أخَرّتُمْ الموْعدَ
و أرْجَعْتُمْ السيْفَ للغمْدِ
أريدُ أنْ أحْيَا لعَشْرِ ثوَانٍ أخْرَى
و أُفكّرَ من ْ جديدٍ
كيْفَ أريدُ أنْ أحْيَا
تنَاوَلْ دَمّي
و سأرْكَع
لأنّكَ شريكي في الحيَاة
و الموتِ
و شريكُهمْ في الحُرم
لنْ يُعّمرَ البُكَاءُ على جسدي
طويلا
و لنْ أدْفَنَ خارجَ الحديقَةِ
سرٍّا
فكُلُّ جُرْمٍ
و أنتَ يا بُرُوتسْ
و انتُمْ بلعْنَةٍ مني
و منَ القَدَرِ
(عبد الفتّاح النفاتي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق