............. للألم وجهٌ آخر .........
الزمن الذي أتى مع وفدِ الّريح المُرسلة
تأبط شراً ، وبسرعةٍ غريبة
أرتدّ حسيراً
مُضرّجاً بجراحاتٍ ودِماءٍ طاهرة ،
هذا الوطن الذي سهرت الليالي لأجله
أحصي الآلي في دروبه المتعرّجة
ناظِرٌ في شجنٍ
فوق محرابه المسكون بالضجيج
قضى نحبه منتحراً
أحلامي الواهية مضت معه بلا ثواب
وصارت رماداً في موقدِ الهباء
ذلك الطفل الممتليء بالبراءة
القابض على ذيل حلمه
لم يعد يلعب الكُرَه
ولا تُغريه الحديقة
وجهه يتفصّد ألما ،
وجسده النحيل يرتجف من الخوف
تخنقه عَبراته
زُفرة ملل تخرج من صدره
روحه تتفتّح وجعاً وضيقاً
رُبّما يستحضر أيامه الممتلئة بالبهجة
ورُبما يخوض موتاً لا ملامح له
يحملني على البكاء
أمضّه البؤس ، وأثقلت كاهله أعباء الحياة
وشاب قبل سنّ الإحتلام
الأسى يعتصر قلبه
ملابسه الرثّه تحمل بصمة الفقير
وعلامات تُشي للرِّثاء
في عينيه شُعاعٌ يُوحي بالحلم
ووجه آخر للألم
ونظراته الشاردة تجوب في الفضاء ،
وطني المستقِيل عن العالم
لا تجف فيه الدِّماء
يتوسّد الحلم المستحيل
ويمضي على صِراط المجهول
بلا هُدى
صوت الرعد لا يصل إليه
ولا مكان فيه للشّرفاء ،
العيش فيه اضحى حسب رغبة القبيلة
وشيوخ الفيد والغنيمة
المُتخمة بأشلاء المستضعفين
تقف على هامش التاريخ ،
وتُخوم البشر
تهزج بثقافة الزامل الحربي
بعقيدة الغائية المطلقة لألآف الفقراء .
______________ جمال العامري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق