بسم الله الرحمن الرحيم
رمضانيات
{{... زَكَاةَ الْفِطْرِ ...}}
كلما قرأت هذا الحديث زدت إيمانا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فرض زكاة الفطر كان لمعان سامية وراقية وتكافل وتعاون لا مثيل له في التطبيق والإحسان إلا في الإسلام..............
الحديث{{عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:-
"فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ...
هذه المعاني الواردة لها دلالاتها وإضاءتها :-
معنى كلمة فرض...هي الذي يستحق فاعلها الثواب ، ويستحق على تاركها العقاب.
زكاة الفطر أو صدقة الفطر...والزكاة هي النماء والزيادة والتزكية والبركة في النفس والمال وهي دليل الثواب على الصيام.
ومن حكمتها:- ففي الحديث{{... زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ...}}
والصاع...من المكاييل وقدر بعشرة أواق بالأوزان الشامية وهي تتفق مع غيرها من البلاد العربية والإسلامية أثنين كيلو عشرة أواق أو ملء حفنة الرجل المعتدل من البر القمح...
وتجب على الحر والعبد الرجل والمرأة والصغير والكبير من المسلمين، وسميت زكاة الأبدان فهي تؤدى عن نفس الصغير وإن لم يكن من أهل الصيام وأمثاله...
هذه الزكاة فيها نوع من التكافل الاجتماعي على الرغم من قلة كميتها ووزنها وثوابها عند الله عظيم ،
والحديث بين بكل صراحة الأنواع الواجب أن تؤدى منها الزكاة حتى قال العلماء من غالب قوت البلد كالأرز واللحمة والزبيب والتمر والأقط –اللبن الجامد... ،
فلا حاجة أن تستبدل بالنقود إلا للضرورة القصوى ،فقد تصرف هذه النقود على شرب الدخان أو غيرها من الممنوعات بينما الطعام يستفيد منه كل أهل البيت وبذلك يكون الحديث قد وسع طريقة الأنفاق بأكبر دائرة ... ما يقتات عليه الناس من قوت،
من منا لا يكون على مائدة إفطاره لحمة أو سمكا أو فريكة أو تمرا أو لبنا قل أي طعام يقتات عليه الإنسان إذن لما نلجأ لغير السنة ونعلل ذلك ...
فهل غاب عن باله صلى الله عليه وسلم البديل النقدي وطرح بدائل وانواع من الطعام، فالأصل الطعام، "طعمة للمساكين"
أهم ملاحظة في هذا الحديث أن أفراد المجتمع الإسلامي يجب عليهم المشاركة في هذه الزكاة أخذا وعطاءا فالغني والفقير يؤديها ولو من الصدقة التي تصله طالما عنده قوت يومه ...
فهذا التشريع منه صلى الله عليه وسلم تربية وتعليم وبذل وتدريب للنفس بالمشاركة مع الآخرين على عمل البر،
فكما تأخذ عليك أن تعطي فهي حركة جماعية دؤوبة متداولة ...
فالفقير يعطي من أفقر منه وهكذا المسكين والمحتاج على من هو أحوج منه هذا الخلق الذي يريده لنا رسولنا محمد الصادق الوعد الأمين صلى الله عليه وسلم
الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق