الجياع
امتطى الخوف ظهور القتلة لسماعهم نباح الكلاب بعد تناولهم الطعام ، تسمروا مكانهم، كتموا الأنفاس، همس كبيرهم فى جهاز الاشارة، سارعت الكلاب نحو الرائحة، بدت مبتهجة لوجود من اختنقوا بالحصار فى شق جبل بمنتصف المسافة بين قمته حيث ألقت بهم المروحية مع آخر ضوء و الهضبة مسرح عملية مقبلة، تدربوا على إنجازها بدون أى خسائر بأرواحهم، حفظوا سيناريوهات متنوعة لمواقف مباغتة قد يتعرصون لها أثناء شن غارة سريعة و قاضية، لم يدر بعقول إليكترونية تضع الخطط أن يصل مكر عدوهم لاستخدام الكلاب، تفخيخ جسدها بلا شفقة للإيقاع بهم صرعى.
تلقى فرد الاتصال رسالة صوتية تحذرهم من وجود حيوانات أكبر بمنطقة العودة، قذفت الطائرات كرات فسفورية، منح الضوء- الكلاب فرصتها الذهبية للوصول لغايتها، صدر أمر بالاستعداد للتصويب على أى خيال يتحرك أو يقترب، شمت ام الجراء رائحة الطعام، هزت وسطها ترحيبا بقدومهم ، بصبصت بذيلها، مزقتها القنابل اليدوية، زحف طابور الجراء الصغيرة نحو جثة أمهم المحترقة، صدر عنهم نباحا حزينا، غاضبا، لم يتوقف رمى جنود مستنفرين المنايا عليهم.
صوبت الحوامات المسيرة و المبرمجة على استهداف كل من يضغط على الزناد فى الممر الجبلى صواريخها على المنطقة، تناثرت الأشلاء، قصفت المقاتلات الضباع المتجمعة على بقايا العشاء الأخير لقوة ُفُقد الإتصال بها .
مع أول خيوط الشمس عاد المسرح خاليا إلا من بقع حمراء متناثرة.
طارق الصاوى خلف

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق