حذار
مالك تقف صاغرا منكسرا
وريشك رغم الرّبيع قاتما
مالك لا تحلّق عاليا
كما عهدناك دائما
وما لصوتك خافتا
كأنّك تخفي شيئا
أو تحمل سرّا
هل تخجلك العصافير بأصواتها
فأنت تتحاشى الغناء
أم هي تبهرك بألوانها
فاخترت الانعزال عنها
أيّها الطّير لا تبقى وحيدا
واجعل لنفسك صديقا
يقاسمك في الطّريق حديثا
ويقف بجانبك أنيسا
فما من وحدة صنعت حياة
وما من عزلة رسمت سعادة
وهل تصيب يد واحدة تصفيقا
أو صنعت بمفردها قميصا
هل رأيت الذّئب عند صيده النّعاج
فهو لا يصيب سوى المتطرّفة.
فلا تكن متطرّفا ولقمة سائغة
لكلّ آفة
وكلّ فكرة
وكلّ نقمة
حذار ياابن أمّك وأبيك
فكلّ ما قد تعيشه أنت
لا يعنيك أنت وحدك
بل من ورائك
دمك
أرضك
شعبك
و.....حبيبك
أرسم لنفسك خطّا
وليكن من القلب صادقا
وزيّن الخطّ بلونك
حتّى لا تستهويك أخرى
أو تغفل عن صوبك
فيزيغ قلبك
ويتوه عقلك
لا تستهن باسمك
ولا بتاريخ كتبه جدّك
وكن لبنة أخرى
تبني بها حصون بلدك
عد إلى حيث تنتمي أنت
واصدح بصوت حنجرتك
ولا تستسلم لضعفك
هيّا استقم وشدّ ريشك
وطر في المدائن معلنا
عودة صولك وجولك
ولاتدع العدوّ يهزمك
او يأخذ من عزمك وحماستك
استقم واطلق جناحيك
وكن في المعارك فارسا
يحسب له ألف حسابا
اجهر بلونك وصوتك
ودع عنك ما يدنيك
وابحث عمّا يقوّيك
رشدي الخميري /جندوبة / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق