الأحد، 2 مايو 2021

مقال : إرادة الحياة .. أحمد بوحاجب ، تونس/مؤسسة الوجدان الثقافية


 مقال : إرادة الحياة .. ( بمناسبة عيد الشغل

✌)
إلى من واضبوا على حرماننا من حلمنا سواء عن عمد أو جهل ... سواء عن قصد أو فشل ... سواء بأمر قد دُبِّرَ بليل، أو بسبب انصياع مطلق لشروط البنك الدولي، أو بإذعانٍ سياسيٍّ مهين، لتوصيات الرّاعين الرّسميِّين للرّبيع العِبري بالسّفاراتِ الأجنبيّة ؛
الحقَّ أقول لكم في العلن : إنّكم قد خنتم الوطن، وركبتم على حلمه بالانعتاق والحُرِّيّة، كما ركبتم على ثورته السلميّة العفويّة، وغيّرتم مسارها حسب ما أملته عليكم الأجندات الاستخباراتيّة الأجنبيّة والصُّهيونيّة الّتي خطّطت مليّا لخرابنا العربي، واستباحت سيادتنا الوطنيّة، مستعينة في ذلك بأبناء جلدتنا من أعرابِ الخليج أصحابِ البترو دولار، الّذين سخّروا أموالهم لتمويل الإرهاب والأحزاب والنُّخب العميلة بالمال الفاسد، قصد تفكيك الوحدة الوطنيّة في مثل هذه الأوضاع الحرجة ، وقصد طمس مصالحِ الشّعب العليا ومطالبِه الحقيقيّة في الشّغل والحُرِّيّة والكرامة الوطنيّة ...
لقد استوردنا ديمقراطيّةَ ما وراء البحار ، لنكتشف أنّ سفينة الحُرِّيّة تحمل أربعين ربّانًا، فغرقنا في بحر من التّهميش والتّفقير، وفي وحل من التّكفير والتّفجير، وفي مياه عكرة من التّجهيل والتّدجيل ... كلُّ هذا دون أن ننفيَ مسؤوليّةَ جزء كبير، من الفئات الشّعبويّة الّتي تجمعها الطبول وتُفرِّقها العصا ...
أمّا عن شعبنا الحر الأبي، فَسَيُدرِكُ إنْ عاجلا أو آجلا، أنّ العنكبوتَ الأزرق، هو الّذي نسج لنا الطريق إلى الحياة بحرير الحلم ...
وأقولها ختامًا لكلِّ من ركبوا على ثورة الياسمين : ألا فأبشروا بثورة المفقّرين والمجانين !!
أحمد بوحاجب ، تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق