إيّاك وحرماني
إيّاك ...
تركي في مهبّ الرّيح
تتقاذفني الألام والأحزان كالجريح
تهزّني الأيّام كالقشّة في الأنواء
لا إستقرار .. لا حيلة .. لا فكاك من الرّدى
إيّاك ...
فتركيبة عواطفي شفّافة البناء
سريعة التّأثّر بالمدّ والجزر والنّداء
تتدافع بكل وجد وحنان
كإندفاع الخيل يوم العدو والنّزال
فمشاعري من الرقّة بمكان
كالبلور ليس لها طاقة صدّ ولا إحتمال
لا تقاوم مناورات البعد والتمنّع المقيت
كما لو كانت طيف ظل قبل ذلك الوقيب
إيّاك ...
حرماني من دفء نورك الوهّاج
ذاك الذي بضياءه يتملّك بالرّوح والوتر
فينقاد له كل ساكن متحرّك بلا قدر
ففي تمادي التّهرب أو التمنّع والحرمان
إن كان عفوا أو قصدا تأكيدا لدّلال
سوف تجتثّني رياح الشوق من الضنّان
لترمي بي في غياهبات العدم
فلا تبقي في تركيبة الانفاس منّي حسّا أو نغم
إيّاك ... والجنون
ترفقي بالحال والكيان والشعور
لا تنسي إنّك من ضلع الرحمة جئت للأنم
لتكملي وتسعدي وتعمري الحياة بالحنان والنعم
فلا تحرميني ...
من عواطف الوجود
ومن معين نبع ودّك ووردك المورود
لأنّك تجسّمي الحياة للوجدان
فتشعريه عند الايجاب بالحبّ والامان
أبو طارق / محمد الحزامي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق