نشاز المغيب
في مفارقة عجيبة نلتقي كل يوم بأشخاص قتلة، همهم الوحيد قتل الإنسان، وقتله ليس فيزيائيا؛ وإنما قتل رمزية الإنسان في الإنسان، هؤلاء الأشخاص يميلون إلى السخافة إن لم نقل عنهم سخفاء بطبيعتهم، همهم اغتيال إنسانية الإنسان، ولأنهم أشخاص نرجسيون فلا عجب أن تجدهم يتحلون بهذه الممارسات بل ويستشيطون غضبا حين لا تنجح نواياهم في التحقق، تجدهم أشخاصا كثيري الشكوى عن ما يتميز به غيرهم، فيعملون على تبخيسه لدرجة تجعل منهم أنذالا وهم يقفون أمامك، لا تستشعر منهم إلا المرض وهو يحاولون أن ينثروا رحيق فشلهم عليك، وأنت تستمع لترهاتهم وتأخذهم على قدر عقولهم، لا تلتفت لسفالتهم مكرا منك بجهلهم وعملا بمبدأ إذا خاطبك الجاهل فقل سلاما، ومن الحكمة أن تخاطب الناس على قدر عقولهم، لكن حين يكون الذي يخاطبك يتبجح بشخصه ومكانته الاجتماعية؛ - تعبير لا يستقيم إلا مجازا-، بين ثلة مما يغدقون عليه بالثناء والنجاح، وهو يتبختر بكلامه تارة، ويلوك كلماته على أنه يشبه نيتشه أو ابن رشد او الغزالي...وتارة تحسبه روائيا أو قاصا فذا؛ تخاله من كبار القوم وعظماء التاريخ وهو ليس إلا نكرة امتهنت قطف الزهور اليانعة برغبته الجامحة في قطف كل زهرة تنثر عطرا طيبا لكنه يفشل في وقف زحف الربيع.
في الحقيقة شيء مؤسف أن ترى نرجسية هؤلاء تتدفق منهم سيلا عرما فتتحول إلى وقاحة حين تتجه نحو قتل الغيرية في الإنسان.
أقف أحيانا أرقب ما يقع مع هؤلاء بصمت، أشفق لحالهم، أشفق لتلك الروح الطيبة التي ظلت طريقها ولم تفلح في أن تنتصر على البغض والحقد الدفين، كانت وستكون أكثر سعادة لو قامت بزرع بدور زهرة بدل التباكي على رحيل الربيع، السنة الربانية تدعونا لحب الخير للغير مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
السهلي ابراهيم المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق