****على دروب الجمال ****الشيفرة الكونية
تحية الصباح الجميل والعطر
فلسفة الفن و الجمال (فنجال)
رماز الاعرج
متابعين هذا النشاط الفكري المميز الكرام من باحثين ودكاترة و اكاديميين مع حفظ الالقاب واحترامها جميعا , اقترب نشاطنا من الانتهاء من المرحلة الاولى , ولم يتبقى سوى حلقتين سنقدم من خلالها خواتم المادة وتقيمها , وارجوا ان يكون المهتمين والمشاركين بالكتابة قد ارشفوا المواد الخاصة بهم , ويفضل لو تكون مع الصور التي ارفقت مع المنشورات , ويمكن تطويرها لاحقا و الاضافة لها او تعديلها , هذه الدورة التي تطورت وارتقت في مستواها من مرحلة الى مرحلة اكثر تقدم بحيث اخذت الطابع التحليلي الشخصي والرؤية الذاتية للباحث وهذه لها مدلولات كثيرة مباشرة , وخاصة في النصف الاخير من النشاط , وهذه نقلة ايجابية سنتحدث عنها لاحقا قريبا ,,
الحلقة الثامنة عشر
****
2: الجماليات والحرية
لقد لاحظنا في سيرنا على طرق الجمال أن مفهوم الجمال قد أصبح مكبلاً بالسلاسل من كل صوب وحدب , من الدين إلى السياسة إلى الاقتصاد إلى المفاهيم والعادات والأعراف والذوق العام , والأخلاق , وعند أفلاطون فقد ساوى بين الجمال والحق والعدل وجعلها في مرتبة واحدة , أي أنه جعلها أخلاقية محضة , وجرد الجمال من أبعاده الأصلية بالكامل , وفي سياق بحثنا للجمال والأخلاق اتضح لنا مدى نسبية الأخلاق وعدم صلاحيتها أصلاً لتقيم الجمال أو اتخاذها معياراً جدياً له , إننا ننتقي من الجمال ما يناسب أذواقنا ومعتقداتنا , أما الجمال فيبقى جمالا بغض النظر حتى عن إدراكنا له أو عدمه فهو موجود موضوعياً وليس ذاتياً وليس الجمال الذي يبحث فيه المثالين الذاتين سوى جمالاً أعرج يسير على ساق واحدة و أحادي الرؤية والواقعية , ولا يوجد في الواقع سوى مزيج من الذاتي والموضوعي الذي سبق وشرحناه بإسهاب , ورغم الحجم الهائل لمساحة الجماليات الإنسانية وطابعها الذهني والنفسي والروحي إلا أنها تبقى واقعية ولا يمكن فصلها عن الواقع أو التعبير عنها خارج نطاق العالم الواقعي المحسوس , والفن يشكل الدليل الذي لا يقاوم في هذا المجال.
بناء على هذه الرؤية المتوازنة الواقعية للجمال في مواطنه نرى بوضوح أن الجمال اجتماعياً لم يعد جمالاً كما كان علية في السابق , بل تحول إلى مفهوم اجتماعي وأخلاقي وإلى اَخر القائمة ,, ولم يعد حراً معبراً عن حاجات طبيعية متحررة من الوعي الاجتماعي الموروث , وبذلك فيما لو تعارضت أجمل القصائد الشعرية مثلا مع قضية ما تخالف معتقداتنا وأخلاقنا فحتماً لن نراها جميلة ,أو نقر بجمالها.
إن الجمال والفن في الأصل هو عمل وإنتاج جمالي حر ويتمتع بمساحة كبيرة من الحرية , ولكن قبل التورط في مسافة بعيدة في هذا الدرب الجمالي علينا توضيح بعض المفاهيم المتعلقة بالحرية , وعلاقتها بالجمال , وما الفرق بين الحرية والعدل مثلاً في الرؤية الجمالية , وغيرها من المفاهيم الضرورية الوضوح قبل المضي في رحلتنا الجمالية الممتعة , (على دروب الجمال).
بداية إن الحرية مفهوماً معقد للغاية ومن أكثر المفاهيم جدلاً عبر التاريخ الإنساني بكامله , فالحرية من المفاهيم التي تشكل أصلاً وليس فرعاً في الوعي والفكر الإنساني , وهي هدف محوري من أهداف المعرفة والحقيقة , وهي الهدف الأسمى للنضال السياسي للشعوب كافة , وهي جزء من طموح الإنسان الدائم إلى المزيد من السيطرة على الطبيعة والتغلب على قوانينها الموضوعية وإمكانية تسخيرها لمصلحته لتحقيق مساحة أكبر من الحرية في الخيارات أمام الإنسان في حياته , وهنا لا بد من إلقاء نظرة خاطفة على مفهوم الحرية في موطنه الأصلي الفلسفي والاجتماعي.
فالحرية ليس مفهوماً أخلاقياً , رغم أنها في أحد جوانبها قريبة جداً من الأخلاق , و الكنها ليس مثلها , فالأخلاق من ضمن المفاهيم النسبية المتقلبة والمعتمدة على الواقع الاجتماعي والثقافي الخ,,, بينما الحرية فهي مفهوم مطلق وموضوعي وذاتي في الوقت ذاته , وليس من شيء في الوجود إلا ويتمتع بمساحة ما من الحرية , والحرية في النهاية هي نقيض الأخلاق , فالأخلاق مرتبطة بالكثير من المقاييس والقواعد المتناقضة والمتنوعة بين الايديولوجيا والدين والسياسة والثقافة والذوق الخ ,, بينما الحرية مفهوم يعبر عن سلوك بعيد قدر ما أمكن عن القواعد ويسعى دوماً للتقليل من عوائق السلوك الحر , وهذه من أهم أوجه الخلاف والتناقض بين الحرية والأخلاق , وهنا يبرز سؤال مجنون بعض الشيء ,
هل الحرية لا أخلاقية ؟
وللإجابة على هذا السؤال علينا العودة إلى مفهوم الأخلاق ذاته , لقد رأينا أن الاخلاق لا بد لها أن تعبر عن مصلحة اجتماعية ما وإلا لما انتشرت كقيمة سلوكية أخلاقية , والحرية أيضاً تحمل نفس الصفة من حيث أنها تعبر عن مصلحة اجتماعية ما ولجماعة ما , وخاصة في المجتمعات التناحرية الطبقية , وفي المجتمعات الطبقية ينظر إلى الحرية من عدة زوايا متناقضة , حيث تسعى كل طبقة إلى حرية تتناسب ومصالحها السياسية والاقتصادية , وإلى حريتها هي بالذات قبل كل شيء ونوعية هذه الحرية التي تطمح للوصول إليها اجتماعياً , فالحرية في المجتمع الإقطاعي مثلاً كانت حرية المالك لوسيلة الإنتاج وحرية استثمارها واستغلال الاَخرين وتسخيرهم في نطاق هذه الملكية .
إن طبيعة نظام الملكية الخاصة وقوانينها قد أعطى الحرية المطلقة للمالك الإقطاعي في كل شيء , بينما حرم الغير مالك من هذه الحرية , بينما الحرية شيء يطمح إليه كافة أفراد المجتمع دون أن يتاح لهم تحقيق ذلك سوى للأقلية المالكة , وهذا واضحاً عبر التاريخ , وكذلك في طور الرق فالحرية كانت هدف الجميع في المجتمع بينما من يتمتع بها هي الأقلية الحاكمة والمسيطرة على الملكية والنظام , وفي المجتمع البرجوازي كذلك وفي المرحلة الإمبريالية أيضاً وفي المرحلة (التكنوريالية) المعاصرة التي نعيشها الان حاليا (مرحلة ما بعد الامبريالية) , نجد أن الحرية لا يحققها سوى أقلية من الناس بل ويقل عددهم مع تطور نظام الملكية الخاصة والنظام الربحي , وفي الطور (التكنوريالي) المعاصر , عصر (التكنولوجية الرقمية العالمية وسيطرتها على العالم وتحويله إلى مزرعة واحدة) لا من حرية إلا لمن يمتلك القدرة على السيطرة على السوق ,, والحرية لها علاقة بحجم الملكية والسيطرة الاقتصادية ( فأنت تقرر بمقدار ما تملك) هذا هو معيار الحرية السياسية والاقتصادية للملكية الخاصة , وهي المقررة حياة المجتمعات سياسياً واقتصادياً وتقرر بذلك مقدار الحرية ونسبتها ومن الفئات الاجتماعية التي تتمتع بقدر أكبر من الحرية.
وهنا نرى الفارق بين الأخلاق والحرية أيضاً حيث أن الأخلاق مثل الصدق والأمانة مثلاً والحب تبقى هي ذاتها ويمارسها الغالبية العظمى من الناس , بينما الحرية هي سلوك لا يحققه سوى قلة من الناس في غالبية الأحوال ما دام المجتمع طبقي وغير عادل , وتحقيقها أي الحرية مشروط بتحقيق العدل والمساواة بين جميع أفراد المجتمع , وإنهاء كافة أشكال التميز الجنسي واللوني والثقافي والاقتصادي وغيره من أشكال التميز,
ومع ذلك تبقى الحرية قضية أخلاقية أساسية وهامة وضرورية لكافة أفراد المجتمع , و مسؤولية نضالية أيضاً , حيث هناك فئة تسيطر على الاقتصاد والموارد وتتحكم بها وتفرض مصالحها وسلوكها وقوانينها إلا أخلاقية في النهاية بحكم طبيعتها العنصرية و ألا إنسانية ,التي تحرم الأغلبية من الناس من حقهم في الحياة الكريمة المتساوية .
وبهذا نرى أن الحرية لا يمكن تحقيقها بدون العدل والحق والمساواة , أي أن الحق والعدل لا بد أن يسبقان الحرية ومن ضمن شروطها , وهنا يبرز سؤال اَخر , هل الحرية جميلة ؟
نعم ,,, وبكل تأكيد وبساطة , فالجمال صفة من صفات الوجود الكوني في رؤيتنا الفلسفية المستندة إلى الشيفرة الكونية , وهي فلسفة الطبيعة والواقع ذاته وليس فلسفة الكتب الكثيرة المتاهات الوعرة المسالك.
وتتنوع أشكال الحرية وتفاعلاتها , سواء في الجماليات أو غيرها , فالحرية أيضاً منقسمة إلى نسبي ومطلق وعام وخاص وذاتي وموضوعي , والحرية في الفلسفة لها تعريف دقيق للغاية ولا لبس فيه حيث ترتبط الحرية بالنشاط الإنساني الواعي والعاقل , وتعّرف على أن (الحرية هي الإدراك العقلي للضرورة) أي أن المعرفة هي المفتاح الأهم للحرية , بحيث إدراكنا لقوانين الواقع سيمكننا من التغلب على هذه القوانين وتجيرها لصالحنا , وبذلك يمتلك الإنسان مساحة أكبر من الحرية , وهذا يقودنا إلى الفهم العميق للحرية كمفهوم عام شامل , أي الحرية أمام الطبيعة والقدرة على تسخيرها وإخضاعها ,, والفن كنشاط إنساني يهدف إلى إنتاج الجمال الاجتماعي الانساني , يعتبر شكل من أشكال ممارسة هذه الحرية , حيث يدرس الفنان قوانين الطبيعة والمواد ونظامها وترابطها وعلاقاتها ويقوم بتفكيكها وإعادة تركيبها من جديد بطريقة جديدة أكثر حرية من ما كانت عليه بل يحررها من واقعها الطبيعي المحض ويحولها إلى مساحة شاسعة من حرية الحركة والتعبير والخيال الممكن والاكتشاف والتجديد ليس في المنتوج الجمالي والفني فقط بل وفي المنتوج المعرفي المتجدد الذي يشترطه الفن من أجل انتاجه .
الفن يحتاج إلى معرفة وعلم وخبرة وإحساس وتفكير وحدس عقلي وهذه جميعها من شروط وضرورات إنتاج الجمال الانساني الذاتية , والفن مساحة شاسعة من اكتشاف الواقع بكل ما أمكن وأتيح من مستوى خبرات معرفية واجتماعية وصلتها البشرية , ويعتبر من أهم وسائل التجديد الإنسانية , لدرجة أن من شروط المنتج الفني التجديد , أي الاكتشاف الدائم والمتجدد وهذا يكشف لنا بدوره مدى العلاقة الوثيقة بين الجماليات والحرية حيث تعتبر الجماليات وإنتاجها من أهم مصادر اكتشاف العالم وبذلك من أهم وسائل توسيع مساحة الحرية للإنسان مثلا مثل العلم والمعرفة المعلومة الفلسفية ايضا .
فالجماليات والحرية على علاقة طرديه حيث أن الحرية تساهم في تطوير الجمال والفنون , والفنون تساهم بشكل فاعل في صناعة الحرية والوعي والفكر , وكلما زاد مقدار الحرية ومساحتها زادت مساحة الإنتاج الفني واتسعت وتنوعت , ولو نظرنا إلى تاريخ المجتمع البشري سوف نرى بوضوح مدى تناغم مستوى تطور الفنون والجماليات مع الحرية والعدالة والمساواة , ومن منا لا يرى حقيقة تأثير الديمقراطية اليونانية رغم جزئيتها , إلا أنها بالنسبة لعصرها شكلت نقلة نوعية مذهلة نحو مزيد من الحرية , حيث تم فصل الفلسفة عن الدين , وأصبحت المعرفة والعلم والحرية هي القائد للتطور الاجتماعي , مما أدى إلى تطور في الفلسفة والفكر والعلوم الأخرى تبعها تطوراً غير مسبوق في كافة منتجات الجمال والعلوم والمعارف الإنسانية الاجتماعية , إن الحرية والعدالة من أهم مقومات المجتمع المتطور والقادر على تحقيق الحق والحرية للإنسان , وبقدر ما تتوفر العدالة تتوفر الحرية , وبقدر توفر هذين العنصرين الهامين يمكن أن يتوفر إمكانية تطوير الجمال وإنتاجه , ولكن هنا يبرز سؤال هام , ما الغاية من هذا كله ؟ ما هي الجدوى النهائية لكل هذه الحلقات والتعقيدات ؟ وما هي غاياتها ,, وما هي ضرورات وجودها وأهميتها الاجتماعية العملية والروحية ؟ من الحق والعدل والحرية والأخلاق والجمال في النهاية كغاية , نهائية وحصيلة , فما هي الغاية والجدوى من هذه النتيجة التي سرنا ورائها من بداية الدرب , هذا السؤال تجيب عنه النقطة التالية.
السعادة و الجمال والفن
السعادة الجمال والفن هي ثلاثي مركب لا يمكن فصلة اطلاقا , وهي ثلاثي مترابط عضويا وميعها تؤثر في بعضها البعض وتتفاعل بشكل متداخل بلا انقطاع , بل ان كلا منها في النهاية يشترط وجود الاخر تقريبا , و السعادة هي الغاية الابرز والاهم للمنتج الجمالي والفني وتذوقه , ولذلك اطلقنا على فلسفة الجمال والفن علم السعادة , بحيث تبين معنا من خلال البحث ان الهدف والغاية القصوى من الجمال والفنون هي السعادة بحد ذاتها كشعور انساني عميق .
نقول هذا دون ان نعزل رؤيتنا الجديدة للجمال والفن على انها ظواهر كونية اصيلة وهي قوانين طبيعية كونية , وبذلك ممارستنا لها وتذوقنا لها و انتاجها يشكل انسجاما كوني مع النظام الكوني الشمولي مما يشعرنا بالاندماج الكلي مع الطاقة الكونية الشاملة التي تسير كل شيء , ويعطينا هذا الانسجام حالة شعورية من الراحة النفسية العميقة والثقة بالنفس والتفاعل مع الحياة والوجود .
ان السعادة والجمال والفن لا يمكن عزلها عن موضوع الحرية , وبما ان الحرية كما رأينا هي نسبية ومحاصرة , يصبح ايضا تحقيقنا لهذه السعادة محاصر ومقيد ضمن ضوابط وحدود تشكل ثوابت ليس من السهل تجاوزها والابتعاد عنها كثيرا , وهذا واضح في النقطة السابقة .
ورغم ان مفهوم السعادة هو ايضا نسبي كما الجمال والفن ومفاهيمي ايضا , إلا انه يتجلى في واقع مادي لا بد من تحقيقه وهي الحياة الواقعية وتفاعلها و الامكانيات المتاحة للإنسان الذاتية والموضوعي بجملتها.
وبذلك يصبح الواقع المادي المباشر يلعب دورا اساسي في نوعية ومساحة السعادة الممكنة والمتاحة للفرد , وتصبح عبارة عن مفهوم اجتماعي طبقي ثقافي يعيشه كلا ليس بحسب ما يرغب بل بقدر المتاح له و يتأقلم مع البقية ليحافظ على التوازن الضروري لاستمراره في الحياة وخوض غمارها وتعسفها .
وبذلك نرى ان الجميع في النهاية يحقق قسط معين من السعادة , وهي مختلفة كما الفن والجمل من مجتمع لآخر ومن ثقافة او مرحلة تاريخية و اخرى , ولكنه اكثر تعقيدا ونسبية من الفن و الجمال , بل لا يمكن ايجاد اي معايير منطقية لها , لكونها شعورا داخلي في النهاية يحققه كل انسان على حده , ومهما بالغنا في الاعمال الجماعية المشتركة مثل مقطوعات الموسيقى الكبيرة مثلا التي قد يشارك في عزفها العشرات من الفنانين والعازفين المحترفين والهواة , وتخرج لنا مكتملة عملا واحدا , إلا انها في النهاية حصيلة لعمل فردي قام به كلا منفرد , ولكن ضمن سياق المجموع العام , وهو من يعيش هذا الشعور الحالة منفردا , اي الطرب و الابداع والعزف والسير وفق السياق الموسيقي والنظام العام للمعزوفة , وهو في النهاية يعيش شعوره هو الذاتي المباشر وليس شعور الاخرين , وكذلك نحن حين نطرب بسبب خضوعنا لهذه المعزوفة وتلقيها ننفعل معها ونطرب , وهذا الانفعال والطرب هو حالتنا نحن وليس حالة الفنان , ونذكر موضوع الومضة الفنية او الشحنة الموقظة , كيف ان الفنان فقط يوقظ حدسنا الجمالي ويفعله , و كأنه يذكرنا بوجوده وننفعل , وبذلك كلا يحقق هذه الحاجة الضرورية على طريقته ووفق وعيه وثقافته و امكانياته المتاحة وظروفه ,,
وهذا يعني ان كل انسان يمكنه تحقيق مستوى و نسبة معينة من السعادة ,
تبقى السعادة من اكثر المفاهيم البشرية نسبية وتعقيد , وتحتاج الى بحث خاص شامل , ولا يكفيها عنوان مختصر , ونكتفي هنا بما هو ضروري لمادتنا وسياقها.
صور قديمة من القدس و بيت لحم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق