في اجواء محطة القطار تعبق روائح السجائر و العطور
تتعالى اصوات المسافرين تتداخل مع خطواتهم الحثيثة و همسات هذا و ووشوشات تلك .....كان يجلس على مقعد قبالة القطار يرقب النازل منه و الصاعد اليه بعينينن ثاقبتين يفركهما بين الحين و الاخر حين يغمرهما عرق متصبب من جبينه الاسمر العريض .....هجير الشمس اوقد شوقه....قرر ان يشعل سيجارته العاشرة لكنه وجد العلبة فارغة.....تمتم بكلمات غير مفهومة بعد ان رمى العلبة في الحاوية.....سمع دوي القطار الخامس منذ ان بدا الانتظار قادما من بعيد ......اقترب متهاديا على السكة .....اشراب بعنقه نحوه و اللهفة تؤرجحه بين الياس و الحنين .....توقف القطار بدا المسافرون بالنزول و اخرون بالصعود ....غصت بهم الابواب......تاه وسط زحامهم و هو يتصفح الوجوه كالمعتوه.....و بعد لحظات تلاشى الجميع و خفت الحركة في المحطة و تعالت صفارة القطار تنذر بالمغادرة.....اسود وجهه من القلق و الحيرة و يبس الريق في حلقه تلمس جيبه بيد باردة مرتعشة ....اخرج هاتفه ...تفحصه بياس قرر ان يعيد مهاتفتها للمرة الثلاثين لكن دون جدوى.....احس بالغثيان ....ماذا يجري ؟؟؟؟لماذا لم تات في الموعد؟؟؟؟ لماذا لم ترد على الهاتف؟؟؟؟؟احصل لها مكروه؟؟؟؟ارتمى على المقعد و هو يحاول ان يفك ربطة عنقه .....قرر ان يهاتفها من هاتف شاب يجلس بجانبه......تسارعت دقات قلبه و هو يستمع الى رنين هاتفها.....الو من معي؟؟؟؟؟؟....انه يسمع صوتها ....سقط الهاتف من يده و سقط فوقه مغشيا عليه....
فاطمة بن سالم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق