قطعة من الروح
خذيني إليك
أيا قدس كيف أجيء إليك
وأطرق أبواب حلمي
وكيف أكحل عيني
بليل هواك الطويل
وأصنع من كعبِك العاليَ المستحيلَ
وأقطف حُبّا يليقُ بقلبِ شهيدٍ
طَوتْهُ الحياةُ
وهَامَ يُقبّلُ زيتونةً والنخيلَ
يُبشّر أمّا بوقتِ الرّحيلِ
لتطلق زغرودةً مَرَّةً
وإن بحَّ صوتٌ
تعالَى نحيبٌ، وبعضُ عويلٍ
ولكن من الأغنياتِ
من الأمنياتِ
فما كان للأمهاتِ
سوى صبرِهنّ الجميل
أيا قدسُ إنّك في القلبِ منذ ولدنا
ومنذ خُلقنا نمَوْتِ بأرواحنا مثل نخلِ العراقِ تسامق حول الفراتين
أعذاقُه النّورُ والجِذعُ سيفٌ سليلٌ
أيا قدسُ أنتِ الشّرايينُ
أنتِ حكاياتُ أمّي ، وصايا أبِي
وأنتِ ألا يعلمون بأنّك أحلامُ جيلٍ
نشأنا صغارا نردِّدكِ في الكتاتيبِ قرآنَنَا
وحتّى النّصارى يُصلُّون حتّى يَعمَّ السلامُ الخليلَ
وحيفا يافا و عكا ونابُلْسَ
حتّى اليهودُ بما يصنعُ السّافهون
اعتراهم خَجلْ
وراحوا يوارون سوءاتِ صُهيونَ
مثلَ صنيعِ الغرابِ
يُعلّمُ كيفَ أخاهُ يواريه قابيلُ يا للتُّرابِ الذي منذُ ذاك الزّمانِ تبدّى بدمّ زكيّ بليلٍ
فما جف يوما كما لم تجف المآقي
ولا منّا ذاك الحنينُ إلى عسقلانَ يزولُ
فكلُّ ترابِ فلسطينَ فينا، دماءٌ تسيلُ...
حياةٌ مُؤجّلةٌ في انتظارِ شبابٍ
إلى القدسِ سوف يكون الدّليل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق