(((في غابة النسيان ))) بقلم عفاف الجربي
هاهو يمشي وحيدا
هائما شقيا يردد هيهات
خاوي الوفاض
إلا من جعبة مملوءة ذكريات
مكبّلا مهموما ينشد أرضا للنّجاة
كم هي مقيتة هذه الحياة
كان نجم حظّه في سبات
ارتمى على حافة رطبة ناعمة
يستمع للهمس و لحفيف النباتات
إنه بغابة النّسيان
عشب بها تمايل من هنا أخضر
و عشب هناك قد تيبّس
و هبت نسيمات ، فأرسل زفرات
لقد أخبرته النسيمات
أنّ الأخضر كاليابس
هو أيضا إلى ممات
لن يفلت من قبضة الزّمان
سيصيبه الفناء و يبعثره الشّتات
كذكرياته الحلوة
سأل جوارحه لم جاءت تمشي بثبات ؟
فانبعثت من روحه هتافات
إنّك باحث عن النّجاة
ففي هذه الفلاة بداية حياة
ارمِ ذكرياتك بين العشب و الأشواك
الق بها كما تلقي بالنّفايات
و عد أدراجك مالئًا الرّئتين
فالسعادة ترسل إليك النّفحات
كفى استسلاما
فشبح الحزن يهزمك ، و منك يقتات
هو النّور قد شقّ طريقه
إليك بين الظّلمات .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق